خلافٌ لا يفسد في ود الإرهاب قضية!؟

أربع ساعات من التفاوض بين نائب الرئيس الأمريكي بايدن والرئيس التركي أردوغان لم تسفر عن اتفاق كامل حول الملفات المطروحة، باستثناء الاتفاق على دعم وتدريب عناصر «الإرهاب المعتدل» كي يستمر في استهداف الشعب السوري.

إن الخلاف أو الاختلاف الظاهري بين بايدن وأردوغان ليس أكثر من افتعال التناقض ذلك لأن حكومة العدالة والتنمية تنفذ الإستراتيجية الأمريكية في تحالفها مع الإرهاب والإرهابيين لتقويض الدول الوطنية ونشر الفوضى «الخلاقة» وخلق الذرائع لأمريكا كي تستمر في استباحة المنطقة سياسياً وعسكرياً من خلال تحالف دولي لم يمر عبّر مجلس الأمن كي يكون غطاء لمسائل أخرى وفق كلمة لوزير الخارجية الروسي أمام جمعية السياسة الخارجية والدفاعية في موسكو أمس الأول.

لقد دأبت وسائل الإعلام المرتبطة بالمشروع الأمريكي الإسرائيلي على تصوير حدة الخلاف الظاهري بين أنقرة وواشنطن، ومناقشة أو رفض الشروط الهستيرية التي يكرر أردوغان المطالبة بها للاشتراك بفعالية في التحالف الإعلامي «وليس العسكري» الذي شكلته أمريكا لمواجهة «داعش»… لكن الحقيقة بعيدة كل البعد عن صورة الخلاف الظاهرية.. لأن الإدارة الأمريكية لو كانت جادة في محاسبة تركيا نتيجة دعمها لـ«داعش» و«النصرة» والإرهابيين «المعتدلين وغير المعتدلين» لمنعت بايدن من زيارة تركيا خاصة بعد إعلانه الصريح عن التورط التركي والسعودي والقطري والإماراتي بدعم الإرهاب في سورية والعراق، وبما يتناقض مع قراري مجلس الأمن 2170-2178.

إن السيد بايدن الذي نطق بالحقيقة قبل أسابيع واعتذر من داعمي الإرهاب بعد أيام يعرف تماماًَ أن إدارته غير جادة في مكافحة الإرهاب، وأنها تُنسق مع الأطراف الداعمة له، بينما ترفض التنسيق مع الدول التي تكافح الإرهاب كسورية وإيران وروسيا والصين، متذرعة بضربات جوية استعراضية تكفل لها البقاء عسكرياً في المنطقة حتى تجف آبار النفط على الأقل، وحتى تستكمل مسلسل النهب والاستباحة السياسية والعسكرية..

إن زيارة بايدن إلى تركيا هي فصل جديد من فصول التآمر على المنطقة، وخاصة أن أردوغان «الداعشي» لا يزال متمسكاً بمواقفه السابقة بعدم التعاون في مجال مكافحة «داعش»، وأن أولوياته تكمن في إسقاط الدولة الوطنية السورية مع علمه المسبق بأن ذلك هو ضرب من المستحيل، وأنه يسير عكس التيار مخالفاً بذلك خيارات الشعب التركي الرافضة للعدوان على سورية وعلى دول المنطقة بالكامل..

إن الخلاف الظاهري بين أردوغان وبايدن «لا يفسد في ودّ الإرهاب قضية»، هذا ما بات يعرفه السياسيون في غرب الأرض ومشارقها رغم كل محاولات التضليل التي يقوم بها المحور الأمريكي- الإسرائيلي الأردوغاني لإطالة عمر الإرهاب.

بقلم: محي الدين المحمد