انتصار تموز على العدوان الإسرائيلي يوم ملحمي لأبطال المقاومة

دمشق-سانا

تمر اليوم الذكرى الثالثة عشرة لانتصار تموز الذي سطرت فيه المقاومة الوطنية إحدى ملاحمها المشهودة وكسرت من خلاله كل المقولات والأساطير حول قدرات العدو الإسرائيلي وتفوقه المزعوم وجعلته يوما أسود بكل المقاييس في مفاصل حياة العدو بعدما غيرت معادلات القوة في المنطقة وأثبتت أن خيار المقاومة هو الوحيد القادر على حفظ كرامة الشعوب ومنع الهيمنة والضمان الوحيد لاسترداد الأرض المغتصبة.

العدوان الإسرائيلي على لبنان في الثاني عشر من تموز عام 2006 تاريخ حفر في ذاكرة اللبنانيين خصوصا والعرب عموما حيث أراده الكيان الصهيوني وداعموه الأمريكيون والغربيون تدميرا لنهج المقاومة الوطنية في لبنان والمنطقة فكانت النتائج على عكس ما يشتهيه الإسرائيلي والأمريكي لتحول المقاومة العدوان إلى انتصار وليكون نقطة بداية مشرقة لعصر الانتصارات على الاحتلال.

ففي صبيحة الثالث عشر من تموز عام 2006 أطلق العدو الإسرائيلي العنان لآلته الحربية الهمجية لصب حممها على الأحياء الشعبية والمنازل والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور وكل ما طالته من بنى تحتية في عملية ادعى أنها انتقام من عملية “الوعد الصادق” التي نفذتها المقاومة في الثاني عشر من تموز والتي أدت إلى مقتل ثمانية جنود إسرائيليين وأسر اثنين آخرين.

المقاومة تصدت ببطولة للعدوان الغاشم وردت على قصفه الهمجي عبر اطلاقها المئات من الصواريخ التي طالت عمق الأراضي المحتلة وأدت إلى إحداث حالة من الرعب والذعر بين المستوطنين كما أحدثت صدمة كبرى في المستوى السياسي العسكري لكيان الاحتلال من خلال المفاجأة التي أذهلت قادة العدو حول القدرات الكبيرة التي تمتلكها المقاومة وعجز أجهزتهم الاستخباراتية والتجسسية عن كشفها.

آلة الحرب الإسرائيلية زجت بكل إمكانياتها في المعركة وبعد أيام طويلة من القصف والتدمير المنهجي الذي نفذته طائرات العدو ومدفعيته وبوارجه الحربية حاولت دباباته أن تتوغل في عمق الأراضي اللبنانية إلا أن رجال المقاومة كانوا لها بالمرصاد في وادي الحجير وبنت جبيل ومارون الراس وعيتا الشعب وغيرها من المناطق الحدودية والتي شهدت معارك طاحنة خسر خلالها العدو العشرات من دباباته وآلياته وجنوده وفشل في تحقيق أي من أهدافه.

العدو الإسرائيلي حاول ومنذ الأيام الأولى التوصل إلى وقف لإطلاق النار لشعوره بالعجز والهزيمة أمام العمليات النوعية للمقاومة اللبنانية إلا أن الولايات المتحدة وبتواطوء وتحريض من بعض الممالك والمشيخات الخليجية ودول أخرى عملت على استمرار العدوان لأيام إضافية إلى أن اضطرت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك كونداليزا رايس إلى القبول بذلك بعد فشل العدوان في تحقيق أي من أهدافه ليتم في الرابع عشر من آب التوصل إلى وقف لإطلاق النار بناء على قرار صادر عن مجلس الأمن يحمل الرقم 1701 والذي نص على منع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية وليغدو هذا التاريخ بمثابة يوم أسود لكيان العدو.

شادي إبراهيم

انظر ايضاً

مصدر في وزارة الداخلية لسانا: نحيط أهلنا علماً بتخصيص بطاقات أمنية للعاملين ضمن إدارة الأمن العام، حيث إن أي عملية توقيف تكون من خلال مهمة توقيف مصدقة من وزارة العدل