رغم كل التعهدات والضمانات التي يقدمها النظام التركي في آستنة وغيرها لضمان عدم التصعيد في مناطق خفض التصعيد فإنه يخل بالتزاماته، مثله مثل إدارة ترامب وبقية منظومة العدوان التي تزعم محاربتها الإرهاب وتدعم تنظيماته بكل وسائل الدعم السياسي والمالي والعسكري، ناهيك عن تدريبها وتسهيل عبور عناصرها إلى سورية، وتسريب التفاهمات على المنطقة الآمنة المزعومة رغم الخلافات المزيفة بينهما، والحشود العسكرية للعدوان على مناطق الجزيرة.
الجيش العربي السوري يدرك هذه المعادلة جيداً ويدرك مدى مراوغة منظومة العدوان وتهربها من التزاماتها، ولذلك فهو يسير في إستراتيجيته القائمة على دحر الإرهاب في الشمال تمهيداً لتحرير الجزيرة السورية من الإرهاب والاحتلال معاً.
وهو ما أصاب منظومة العدوان بحالة غير مسبوقة من الهستيريا بعد أن ارتفع منسوب انتصارات الدولة السورية وأعاد جيشنا الأمن والأمان للعديد من المناطق في الشمال السوري.
فمع هذه الانتصارات تحولت أطماع منظومة العدوان إلى مجرد أحلام خلبية، وحاولت التعويض عن خسائرها برفع منسوب جرائمها واعتداءاتها بحق السوريين الأبرياء بذريعة قصف داعش، والبحث عن بارقة أمل تعيد لها توازنها الذي فقدته في ميادين القتال، والعودة إلى حديث المنطقة الآمنة المزعومة.
فقرارات سوتشي تمنع المعتدي التركي عن حماية الإرهابيين، وتلزمه بالامتناع عن دعم التنظيمات المتطرفة واحتضانها، لكن الوقائع تؤكد أنه مستمر بالعدوان على الأراضي السورية وإكمال استعداده لغزو الجزيرة بحجة أمنه المزعوم، لا بل محاولة إرضاء غروره العثماني وتحقيق أوهام المنطقة الآمنة المزعومة ناهيك عن إبقاء نشاطه التجاري مفتوحاً مع قسد رغم ادعائه حالة العداء المفترض معها.
أما واشنطن فتمارس سياسة اللف والدوران والتضليل في كل القضايا المتصلة بالأزمة في سورية، من أول حلقاتها وهي انسحاب قواتها الغازية المزعوم إلى أكاذيب محاربتها للقاعدة والنصرة وداعش مروراً باحتجازها السوريين الأبرياء في مخيمات اللجوء وانتهاءً بدورها في الحل المزعوم.
جرائم أميركا ومنظومة العدوان في سورية تتصل دائماً مع جرائم الكيان الإسرائيلي في الإطار ذاته، بل وتتعداها إلى ممارسة الضغط على الأمم المتحدة لتمارس الدور ذاته في التغطية على جرائم الكيان العنصري ومحاباته بدل إدانته، وهو ما ظهر مؤخراً حين تعمدت المنظمة الدولية التهرب من إدراج الكيان الإسرائيلي على قائمتها السوداء للسنة الرابعة على التوالي.
هذه أميركا ومنظومة عدوانها على سورية لا تريد إلا الفوضى والقتل والدمار والخراب، ولا تمارس إلا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، في الوقت الذي تضلل فيه العالم وتقول إنها جاءت إلى هنا لإنقاذ السوريين من الإرهاب!!
بقلم: أحمد حمادة