مطبوعات دار رسلان للعام الحالي.. تنوع في المواضيع وتركيز على الأدب ونقده

دمشق-سانا

تباينت منشورات دار رسلان للطباعة والنشر خلال عام 2014 متناولة عددا من المواضيع الأدبية والنقدية والعلمية والفكرية والنفسية والاجتماعية وبعض دواوين الشعر كما اهتمت بالتوغل في شعر القدماء وفق انتقاء يحمل فائدة في معانيه إضافة إلى محاولات في الرواية والقصة.

ومن أهم ما تناولته دار رسلان “أثر المتنبي في شعر اليمن الحديث” حيث قدم الدكتور فضل ناصر المكوع دراسة أكاديمية مميزة جمعت بين عالمي الأول عالم المتنبي الشاعر الذي مضى على مقتله ألف عام ومازال مالئ الدنيا وشاغل الناس والعالم الثاني هو عالم الشعر اليمني الحديث بما فيه من تراث وشعراء تميزت أقلامهم بالشجاعة والنزاهة.

جاء البحث في أربعة فصول تناول الفصل الأول توظيف أبيات المتنبي وتحوير معانيها والثاني ركز على المعارضات الشعرية وتداخل النصوص وخصص الثالث لموضوع الغربة أما الرابع فيعرض تقمص عدد من شعراء اليمن الحديث شخصية المتنبي في أشعارهم.

واعتمد الباحث على نماذج من شعراء اليمن منهم السقاف والحامد والزبيري والبردوني وغيرهم حتى يحظى الكتاب باعتماد كل الباحثين والدارسين في مجال الأدب العربي فجاء إضافة نوعية متميزة لمكتبة النقد العربي الحديث رغم ما فيه من بعض التناقضات والخلل البنيوي في التعاطي مع المعارضة في الشعر.

وعلى صعيد الرواية نشرت دار رسلان رواية بعنوان “الطهر في العهر” للروائي واكد الشعلان حيث قدم الروائي لمحاولته الجادة مزجا بين أحداث الرواية وأفكارها التي تتكلم عن شاب أوروبي من أصل عربي يزور المغرب وعيناه ترنو إلى وطنه فيقع في دوامة غريبة من الأحداث تجعله في حالات نفسية مختلفة دفعته ليتذكر حياته منذ أن كان فقيرا يعيش مع والدته في قرية نائية حتى أصبح نجما من نجوم كرة القدم ثم يقع في حب فتاة يخونها نتيجة ما مر به ليعيش صراعا داخليا بين الخير والشر.

كما اهتمت دار رسلان بالتراث الشعري الأصيل فقدمت أسلوبا جديدا في تحقيق شرح المعلقات العشر للزوزني بين فيه خفايا المعاني الدلالية لكثير من الألفاظ كما أشار إلى التفاوت في مستوى شعراء المعلقات الذين كان في مقدمتهم امرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى وعمرو بن كلثوم.

وفي ديوان الامام الشافعي الذي صدر عن دار رسلان تقديم ودراسة للناقد يوسف سامي اليوسف بين فيها أن الشافعي حفظ الشعر الهزلي كله عن ظهر قلب وكان شديد الدراية بشعر العرب حيث لازم في عصره الفقهاء في شوءون الدين فتعلم منهم وسافر إلى العراق ونهل من علومها كما زار العديد من الامصار فاطلع على كثير من العلوم والآداب.

ويبين اليوسف أن هناك من يدعي أن شعره منحول ألصقه به بعض الناس بعد وفاته معتبرا هذا الكلام غير صحيح وإن أغلب إنتاجه هو من شعره الحقيقي مستخدما تحليل معظم قصائد الشافعي الذي تضجر كثيرا من الأيام والدهر والناس وسوء الأخلاق في مجتمعه فقال في ذلك..

لم يبق في الناس إلا المكر والملق .. شوك إذا لمسوا زهر إذا رمقوا

فإن دعتك ضرورات لعشرتهم .. فكن جحيما لعلى الشوك يحترق

كما نشرت دار رسلان مجموعة شعرية بعنوان “انثى الحب والحرب” للشاعرة عبير الديب جمعت في صفحاتها باكورة أعمال الشاعرة التي اختلفت مواضيعها بين الحرب والحب والقضايا الاجتماعية الأخرى محاولة أن تكون قصائدها من موسيقا وعاطفة إضافة إلى ما طرحته من أفكار ومواضيع اجتماعية ووطنية ومن المجموعة قولها في دمشق..

إن كان عشق دمشق كفرا معلنا .. وتعبدي في مقلتيها حرام

فأنا أمام الكافرين ومقلتي .. هذي الديار ووجهها البسام

وفيما يخص علم النفس نشرت الدار كتابا بعنوان “فهم الشخصية وأنماط اختلاف المواهب” تأليف ايزابيل مايرز وبيتر مايرز وترجمة أدهم مطر حيث يساعد الكتاب على فهم النفس وردود الأفعال في مجرى الحياة اليومية وفهم واحترام الاخرين وطبائع المواهب وأنواعها مع الاهتمام بطرائق التواصل الاجتماعي بين الأقرباء والأصدقاء ما يجعله مرجعا مهما في مجال التربية والتعليم.

كما حاولت دار رسلان في منشوراتها أن تعتمد المنهج والدقة في نقل المعلومة سواء أكان في النقد الأدبي أو الترجمة أو البحث اضافة إلى محاولة تشجيع الشباب الذي نشرت لهم عددا من الكتب الأدبية.

محمد الخضر