التشكيلية رويدة عبد الحميد.. أسلوب واقعي يحاكي الطبيعة والتراث الريفي

طرطوس-سانا

بدأت الفنانة التشكيلية رويدة عبد الحميد موهبتها في الرسم منذ مراحل طفولتها الأولى حيث كانت تستهويها أدوات الرسم وعلبة الألوان الشمعية فضلا عن كل أدواتها المدرسية ومعها دخلت عالم الفن والخيال ما أوصلها لتكون فنانة تشكيلية مميزة اليوم.2

وتقول عبد الحميد في حديث لسانا الثقافية إن انتمائي لعائلة فنية ساعدني على دخول عالم الرسم والفنون فطالما كانت لدي علاقة تفاعل مع الأعمال التي كنت أراقبها وهي تنجز مبينة أنها تعلمت أساسيات الرسم بعد حصولها على الشهادة الثانوية وقدمت أول نتاجها بالألوان الزيتية من خلال لوحتين تعتز بهما حتى
اليوم.

وتضيف.. إن التجارب المستمرة في الرسم أكسبتني خبرة في التقنية وساهمت في تطوير أدواتي بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الآخرين مشيرة إلى أن حياتها الفنية بدأت بعد أن أنهت دراستها في مركز الفنون التشكيلية بطرطوس.

وتوضح عبد الحميد انها في فترة قصيرة دخلت عدة تجارب فنية مختلفة وتناولت أكثر من مدرسة فنية وبأكثر من أسلوب في بحث دائم لتكوين أرضية تنطلق بعدها لأخذ شخصية فنية محددة.

وبعد امتلاك الفنانة أساسيات الرسم اصبح للوحاتها جميعا نفس الروح ونفس الإحساس فبات بمقدور المشاهد أن يتعرف على أعمالها وتبين أنه ما زال أمامها الكثير من المراحل لتحدد شخصيتها الفنية بشكل صحيح وقوي.

وتؤكد عبد الحميد أن أصعب لحظة تمر بها لإنجاز أي عمل فني هي البداية موضحة أن الموروث الشعبي له دور كبير في حياتها الفنية فهو يشكل مخزونا كبيرا بالنسبة لها حيث تتناول منه موضوعاتها ومفرداتها الفنية حين تريد صياغة لوحاتها مبينة أن الفنان ابن البيئة التي ينشا فيها وكل ما يراه في تللك البيئة يخزن في اللاشعور عنده ويؤثر به بشكل غير مباشر.3

أما الثقافة حسب رأيها فهي مهمة جدا في حياة الفنان وتشكل له قاعدة قوية يبني عليها موضوعاته ويصيغ أفكاره مشيرة إلى أن المتابعة للحراك التشكيلي ضرورية ليستقي الفنان الكثير من الأفكار وكل ذلك يختزن عنده ويتاثر به بشكل غير مباشر.

وتعتبر عبد الحميد أن لوحتها تشكل جزءا منها فهي تحمل رؤاها وساعات من المجالسة حيث سكبت فيها أحاسيسها وحاورتها بأفكارها حتى أصبحت مكونا واحدا هي وأعمالها.

وتجد عبد الحميد فرقا بين أعمالها في بداية حياتها الفنية واليوم فالعمل الذي كانت تراه جيدا منذ سنة أو أكثر تنظر إليه الآن وتجد فيه الكثير من الملاحظات والضعف في بعض الأماكن فالفنان دائما يتطور كما الإنسان العادي.

وعن أعمالها تقول إنها جسدت في الكثير منها طابع التراث البيئي الذي يعكس طبيعة الريف والمنازل والأعمال الريفية في الحقل والمنزل محاولة إيصال خطاب فني متميز من خلال أسلوب واقعي.

غرام محمد