الشريط الإخباري

الولائم والشواهد الجنائزية مشهد يعكس طبيعة الحياة الاجتماعية عند التدمريين

تدمر-سانا

إقامة الولائم الجنائزية عند التدمريين القدماء تعد واحدة من مظاهر تكريم الموتى في عروس الصحراء حيث يعكس مثلث المنحوتات في المدافن التدمرية مشهداً لطبيعة الحياة الاجتماعية التي كان للولائم الجنائزية فيها طقوس معينة يشترك فيها أهل وأقرباء المتوفى بتناول الطعام الذي يقدم على روح الميت.

وتظهر المشاهد الجنائزية المنحوتة من الحجر أشخاصاً يحملون كأساً بداخله حبة اللوز التي كانت تزين فيها الأطعمة الشرقية وتشبه ما يسمى حاليا بـ “السليقة” لتقدم بأربعينية المتوفى لتحظى الأطعمة الجنائزية بمكانة كبيرة في ديانة المعابد التدمرية من الوليمة الدينية إلى الوليمة الخالدة فالأولى هي تهيئة للثانية.

وتبين المنحوتات أن الولائم الجنائزية كانت تختلط فيها صور أحياء بصور أموات ويوضح أمين متحف تدمر الوطني الآثاري خليل الحريري في حديث لـ سانا أن الوليمة الجنائزية كانت تقدم صورة عائلية يبدو فيها رب الأسرة وزوجته وأولاده بوضع أسري محبب وأليف يدل على الحياة المشتركة كما حرص الأغنياء أحياناً على إظهار الخدم في مشهد الوليمة.

ولفت الحريري إلى أن المنحوتات الجنائزية اتسمت بتماثيل نصفية نقش بجانبها على ألواح مستطيلة اسم المتوفى وعمره وعبارة “وأسفاه” أما الأكثر أهمية في النحت التدمري فهو السرير الجنائزي الذي كان يتصدر المدفن وعليه مشاهد من الوليمة الجنائزية ويجمع مؤسس المدفن وزوجته وأولاده الممسكين بأكاليل الغار في لقاء رمزي وهم يرتدون أفخر الملابس المطرزة ويتزينون بأغلى القلائد والحلي ومن حولهم أنواع الفاكهة التي تصلهم بعالم الأحياء وتؤنس وحشتهم في غربتهم الأبدية.

وأشار أمين متحف تدمر إلى أن شدة تنوع الصروح والمباني الجنائزية التدمرية كونت مادة علمية غنية لعلماء الآثار بمختلف اختصاصاتهم فتناولوا موضوع المباني الجنائزية التي تخص الطبقة العامة من المجتمع التدمري والمختلفة عن مثيلاتها من المدافن الجنائزية الضخمة والغنية.

وتحظى الشواهد الجنائزية التدمرية بحسب الحريري بأهمية كبيرة لا لكونها نوعاً من الصروح الجنائزية بل لأنها أولها وأقدمها ومعظمها يعود للقرن الأول الميلادي مبيناً أن رموز تلك الشواهد ومعانيها تتعلق بعالم الموت والمفاهيم المرتبطة به والتي جسدت من خلال شكل الأحرف وأسلوب الكتابة حيث تم تصنيفها إلى عدة مجموعات بحسب ما حملته من نقوش وتصاوير.

ولفت الحريري إلى أن الشواهد الجنائزية عرفت بالتدمرية باسم “نفش” وتعني الشخص أو الروح أي أن الشاهدة كانت تمثيلاً للشخص المدفون حيث كانت تغرس داخل مجموعة من القطع الحجرية الصغيرة تعلو القبر وعلى وجهها كتابة بالتدمرية تشير إلى الشخص المتوفى.

وهناك شواهد أخرى تحمل تمثيلاً رمزياً لستار مدلى معلق بمسمارين على شكل وردة أو زهرة وغصن نخيل من كل جانب حيث تنتهي الوليمة الجنائزية التي تظهر فيها الأسرة التدمرية بجميع أفرادها مجتمعين حول كبيرهم وهم يقومون بأعمال مختلفة ترتبط بطقس معين يظهر نظرتهم للموت.

عدنان الخطيب

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency