الشريط الإخباري

زكي قنصل في ذكراه الـ 25.. شاعر العروبة والوطنية في المهجر

دمشق-سانا

عرف الراحل زكي قنصل بشاعر العروبة والوطنية والقومية في المهجر وتغنى بأمجاد الأمة العربية وعبر عن قضاياه بكلمته الصادقة ومشاعره العفوية فامتلك قدرة فائقة على تطويع اللغة واللعب بالقوافي وهو من عرف بغيرته على لغته الأم فكان حريصاً على إحيائها في المهجر.

الشاعر السوري الذي تصادف اليوم ذكرى وفاته الخامسة والعشرون ولد بمدينة يبرود عام 1916 وهاجر إلى البرازيل عام 1929 ليستقر بعدها في الأرجنتين وتميز بنتاجه الإبداعي في مجال الشعر متحليا بصفاء النبرة وجزالة الألفاظ وعذوبة الجرس والخيال المرهف الشفاف.

ويعد قنصل من شعراء المهجر البارزين الذين استطاعوا أن يحدثوا تياراً شعرياً له ميزاته وخصائصه ما جعله يحظى بعدد كبير من الدراسات الأكاديمية على صورة رسائل وأطروحات كما كان محط أنظار نقاد الأدب المعاصرين.

لم يقطع قنصل تواصله مع وطنه وبقي يزوره باستمرار مقيما أوثق الصلات مع أهله ولغته وقضاياه ومع الأدباء داخل سورية وخارجها وشارك في لقاءات شعرية عديدة ونال التقدير من المجتمع الثقافي كما استحق جوائز عديدة منها ابن زيدون للشعر في اسبانيا وجبران خليل جبران الأدبية في استراليا وإذاعة بي بي سي العربية في لندن ومجلة الثقافة لصاحبها صديقه الأديب الراحل مدحة عكاش الذي سعى دائما لإبقاء قصائد قنصل بمحل الصدارة الأدبية بمجلته.

ولا أدل من الرابط الوثيق الذي جذب قنصل لوطنه من تلك القصائد التي تصنف في عيون الشعر الوطني المعاصر فتغنى بانتصارات حرب تشرين التحريرية سنة 1973 وبانتفاضة أبناء الجولان السوري المحتل سنة 1986.

وترجم شعر قنصل إلى الإسبانية ونشر في أمهات الصحف الأرجنتينية ومن مؤلفاته “شظايا وسعاد ونور ونار وعطش وجوع وألوان وألحان وهواجس في متاهات الطريق وديوان زكي قنصل” وله مسرحيتان نثريتان “الثورة السورية وتحت سماء الأندلس”.

الشاعر قنصل الذي تمنى أن تكون وفاته على ثرى الوطن غيبه الموت بالعاصمة الارجنتينية بيونس آيرس في الـ 14 من تموز عام 1994 إثر ازمة صحية لتنطفئ بذلك اخر شمعة في سماء ما سمي المهجر الجنوبي.

رشا محفوض