لم يعد التبجح الغربي عموماً والأمريكي خصوصاً بالدفاع عما يسمونه الحريات والديمقراطيات وإلى ما هناك من مفاهيم وقيم إنسانية يتشدقون بالمطالبة بها ينطلي على أحد ولاسيما بعد الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية بحجج واهية تدحضها الوقائع على الأرض والحرب الإرهابية التي شنّوها على سورية.
الجميع يدرك حجم هيمنة الولايات المتحدة على منظمة الأمم المتحدة ولا يخفى على أحد التلاعب الأمريكي بتلك المنظمة الدولية ولاسيما فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط لتزوير الحقائق واستخدام معايير مزدوجة في التعامل مع قضاياها ولاسيما القضية الفلسطينية أساس كل الاستهداف للمنطقة.
ففي الوقت الذي يتحدث المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون من دمشق عن وجود تقدم كبير في المحادثات حول تشكيل لجنة مناقشة الدستور والتي الآخرون أصلاً هم من عرقلوا تشكيلها لأسباب غير مقنعة نجد الولايات المتحدة تحشد قوات غربية في سورية تحت مظلة «التحالف» غير الشرعي الواهي الذي أقامته بحجة «محاربة» الإرهاب.
فإعلان أمريكا في كانون الأول من العام المنصرم عن تخفيض عديد قواتها في سورية لم يكن صادقاً بل كان ذرّاً للرماد في العيون حيث طلبت واشنطن من حلفائها الغربيين زيادة قواتهم الاحتلالية في الشمال السوري الأمر الذي لاقى قبولاً واستحساناً من لندن وباريس.
مقابل ذلك هناك حشود تركية على أطراف لواء اسكندرون السليب وهناك تجييش واضح من أردوغان لمرتزقته في إدلب لتسعير الأوضاع وخلط الأوراق لنعود إلى نقطة الصفر من حيث التفاهمات الروسية- التركية حول المحافظة، الأمر الذي يطرح سؤالاً حول الخيارات التي يجب اتباعها للتخلص من الإرهاب والإرهابيين.
المشغّل واحد وهو «إسرائيل» والمموّل واحد هما بقرتا ترامب الحلوبتان مملكة بني سعود ومشيخة آل ثاني اللتان ما انفكتا تدعمان آلة الحرب على سورية بإغداق مئات مليارات الدولارات لإنعاش الاقتصاد الأمريكي لتزداد الإمبريالية العالمية قوة وغطرسة وسلباً لحقوقنا المشروعة.
صحيفة تشرين
بقلم… جمال ظريفة