دمشق-سانا
العدوان الإسرائيلي على لبنان في الثاني عشر من تموز عام 2006 تاريخ حفر في ذاكرة اللبنانيين خصوصاً والعرب عموماً حيث أراده الكيان الصهيوني وداعموه الأمريكيون والغربيون تدميراً لنهج المقاومة الوطنية في لبنان والمنطقة فكانت النتائج على عكس ما يشتهيه الإسرائيلي والأمريكي لتحول المقاومة العدوان إلى انتصار وليكون نقطة بداية مشرقة لعصر الانتصارات على الاحتلال.
العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي تواصل آنذاك 33 يوماً حيث أطلق العدو الإسرائيلي العنان لآلته الحربية الهمجية لصب حممها على الأحياء الشعبية والمنازل والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور وكل ما طالته من بنى تحتية أدى إلى استشهاد أكثر من ألف وخمسمئة لبناني وتهجير ما يزيد على مليون بشكل تعسفي من منازلهم في عدوان ادعى أنه انتقام من عملية “الوعد الصادق” التي نفذتها المقاومة في الثاني عشر من تموز والتي أدت إلى مقتل ثمانية جنود إسرائيليين وأسر اثنين آخرين.
ورداً على هذا القصف الهمجي أطلقت المقاومة المئات من الصواريخ التي طالت عمق الأراضي المحتلة وأدت إلى إحداث حالة من الرعب والذعر بين المستوطنين كما أحدثت صدمة كبرى في المستوى السياسي والعسكري لكيان الاحتلال من خلال المفاجأة التي أذهلت قادة العدو حول القدرات الكبيرة التي تمتلكها المقاومة وعجز أجهزتهم الاستخباراتية والتجسسية عن كشفها.
المقاومة الوطنية اللبنانية تصدت للعدوان بكل ما أوتيت من قوة وحطمت أسطورة العدو وأثبتت للعالم أن أصحاب الحق أقوى من الباطل وأهله وأنها قادرة بفضل المعادلة الذهبية “الجيش والشعب والمقاومة” على ردع أي عدوان يقوم به كيان الاحتلال الغاصب وأعادت من جديد روح المقاومة والاعتزاز بها في لبنان والمنطقة وأوقدت جذوة النضال وأمدته بأمل تحرير الأراضي العربية المغتصبة.
وتؤكد الوثائق التي كشف النقاب عنها أن العدو الإسرائيلي حاول ومنذ الأيام الأولى لعدوانه التوصل إلى وقف لإطلاق النار لشعوره بالعجز والهزيمة أمام العمليات النوعية للمقاومة اللبنانية إلا أن الولايات المتحدة وبتواطؤ وتحريض من بعض الممالك والمشيخات الخليجية ودول أخرى ضغطت على حكومة العدو للاستمرار بالعدوان لأيام إضافية إلى أن اضطرت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك كونداليزا رايس إلى القبول بذلك بعد فشل العدوان في تحقيق أي من أهدافه ليتم في الرابع عشر من آب التوصل إلى وقف لإطلاق النار بناء على قرار صادر عن مجلس الأمن وينص على منع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية.
الكيان الصهيوني لم يفشل فشلاً ذريعاً فحسب في تحقيق غاياته الدنيئة من هذا العدوان رغم كل ما زج به من عتاد عسكري بل إن معنويات جنوده ومستوطنيه أصيبت في الصميم مع تحطم أسطورة الجيش الذي ادعى أنه لا يقهر والرعب الذي بات يعتري مؤسساته الأمنية والعسكرية الإسرائيلية مع كل خطوة تخطوها المقاومة اللبنانية ومع كل تصريح يطلقه قادتها متوعدين المحتل بالهزيمة تلو الأخرى.
أبطال المقاومة والجيش اللبناني ومن ورائهم الشعب اللبناني المقاوم سجلوا في مواجهتهم لهذا العدوان وهزيمته تاريخاً ناصعاً في صفحات المقاومة المشرقة ومثلاً مشرفاً للصمود الوطني مؤكدين بانتصارهم أن المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير جميع الأراضي العربية المحتلة وتطهير الأرض من رجس الاحتلال وإعادة الكرامة والعزة للأمة العربية.
مهند عبد الرحمن
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: