الشريط الإخباري

السوريون بناة أضخم سور دفاعي ترابي في العالم

دمشق-سانا

توثق نتائج التنقيبات الأثرية في مختلف المواقع الأثرية السورية ودراسة بنية وخصائص وتصميم المنشآت والأسوار والقلاع والأبراج الدفاعية وقراءة النقوش الكتابية ذات المضمون الحربي العسكري وفحص بقايا الأسلحة الأثرية السورية تقدم العلم العسكري الدفاعي السوري منذ عصر البرونز.2

ويشهد على ذلك كما يقول المؤرخ الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر وقارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف أضخم أربعة أسوار ترابية طينية دفاعية أثرية في العالم مؤرخة بالألف الثاني قبل الميلاد تم بناؤها بواسطة كميات هائلة جدا من التراب والحجارة الكلسية أحيطت بخنادق عديدة وكان الهدف من بنائها إظهار قوة وجبروت مملكة قطنا الواقعة شمال شرق مدينة حمص وحمايتها من حصار وهجمات الأعداء وجعل سهام الرماة من الأعداء غير فعالة وبهدف منع العدو من استخدام الآلات الحربية كالكباش والأبراج وكاسحات الجدران القديمة ومنع العدو كذلك من حفر الأنفاق.

وتشكل هذه الأسوار الترابية أقدم ابتكار في العالم مكن الإنسان من حماية نفسه ومدينته من أسهم الأعداء وأدوات الهجوم والاقتحام وحرم العدو من فرص حفر الأنفاق.

وبين خبير الآثار السوري أن ارتفاع الأسوار فوق سطح الأرض يبلغ 20 مترا و أن عمقها تحت سطح الأرض عند قاعدتها يتراوح بين 60 و80 مترا الأمر الذي جعلها منيعة عصية على حفر الأنفاق, أحاطت الأسوار بأرض مربعة الشكل واسعة جدا تبلغ مساحتها 110 هكتارات وهي بذلك تصنف كأضخم أسوار أثرية دفاعية ترابية مكتشفة في العالم حتى الآن.

ولفت نائب مدير المخابر إلى أن الأسوار زودت ببوابات رئيسية وبوابات جانبية اتخذت شكل ممرات صغيرة عبر الكتل الترابية وتؤكد قراءة النقوش الكتابية المدونة بالمسمارية البابلية المقطعية والمكتشفة في مملكة قطنا أن البوابات الكبيرة زودت بمبان دفاعية تمركزت فيها فرق حراسة وتألفت كل فرقة من عشرة حراس وامتلكت أسلحة متنوعة ويوثق أحد النصوص المسمارية البابلية المؤرخ بالقرن الرابع عشر قبل الميلاد والمكتشف في قصر المدينة السفلى في مملكة قطنا وجود كتيبة عسكرية قوامها 500 جندي كلفت حماية وحراسة البوابات الرئيسية الخمس في قطنا.

عماد الدغلي