يطرح التفاعل الغربي بخصوص ذبح رهائن أمريكيين وأوروبيين على أيدي التنظيمات الإرهابية تجاهل الحقائق الدامغة بشأن مجازر الإرهابيين بحق السوريين الأبرياء، أكثر من علامة استفهام واستغراب بآن معاً.
فلطالما تعمدت وسائل الإعلام الغربية ووسائل التواصل الاجتماعي تجاهل حقيقة الأحداث والوقائع في سورية وبات الأمر بعد أن وصل إلى مستويات مخجلة يثير الدهشة.
فقد قامت الدنيا ولم تقعد عند مقتل فولي وكاسينغ دون أن يذكر العالم الذي يدعي الحرية والديمقراطية السوريين الأبرياء الذين أعدمهم تنظيما ما يسمى «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيان كلمة إدانة لنكون من جديد أمام ازدواجية معايير ترى في جريمة إرهاباً ولا ترى الجريمة نفسها عندما ترتكب بحق السوريين، إن كل من يتجاهل ضحايا الشعب السوري ويسكت عن الجرائم الإرهابية المرتكبة بحقه هو بطبيعة الحال متواطئ مع القتلة والمجرمين وقدم تسهيلات لهم وأسهم وساعد في خلق ونشوء وتغول هذه التنظيمات ليس في سورية فحسب بل في المنطقة.
ومع أن جريمة ذبح الرهائن الغربيين جريمة مدانة بلا شك فإن الغرب ومن خلال تفاعله مع ذبح رهائنه وتجاهل الضحايا السوريين والعراقيين إنما يمضي في سياسة تشويه الحقائق ونقلها بشكل سلبي بما يخدم مصالح أنظمة ودول مشاركة في سفك الدم السوري.
إن الغرب ووسائل إعلامه مدعوة إذا ما أرادت بالفعل محاربة الإرهاب إلى ضرورة الابتعاد عن الدعاية للمتطرفين وعدم النظر بمعايير مزدوجة إلى الحقائق، وهذا لن يتأتى إلا من خلال رؤية الحقائق كاملة وبعين موضوعية تسمي الأشياء بمسمياتها، فالإرهاب فعل مدان أياً كانت ضحاياه، فلا فرق بين ضحية أوروبية أو سورية أو عراقية فكلهم يتم ذبحهم بوحشية من ميلشيات تكفيرية لا تعرف من الدين أو حقوق الإنسان شيئاً. أما التعاطف مع ضحية غربية وغض النظر عن ذبح المئات من السوريين والعراقيين وتهجيرهم وتدمير بيوتهم ومقدساتهم من قبل الإرهابيين فهو جريمة بحد ذاته ترقى إلى مصاف الجريمة نفسها.
باختصار إن الغرب بمواقفه الملتبسة إنما يمارس النفاق والخداع والادعاء مرة أخرى والأمثلة فيما يتعلق بالأزمة في سورية كثيرة ومتعددة في سياق نهج متكامل يقوم على إغماض العينين عن الحقائق.
بقلم: شوكت أبو فخر