الشريط الإخباري

وزيرا الأمن الإسباني والداخلية الإيطالي: تنظيم “داعش” الإرهابي يشكل تهديدا حقيقيا يجب التصدي له

مدريد-سانا

أثارت الجرائم الإرهابية المتتالية لتنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق ومشاركة إرهابيين من دول اوروبية في تلك الجرائم الذعر والخوف في الأوساط الاوروبية خشية ارتداد الارهاب الذي غذته فى مراحل سابقة الى بلدانهم ما حدا بوزير الدولة لشؤون الأمن في إسبانيا فرانسيسكو مارتينيز الى الاقرار بان هذا التنظيم الإرهابي يشكل تهديدا حقيقيا ومستداما بالنسبة للغرب وللعالم كونه إرهابا عالميا وعابرا للحدود.

ونقلت صحيفة “لاراثون” الاسبانية عن مارتينيز قوله في كلمة له في ختام منتدى الكانو الثاني حول الإرهاب العالمي الذي عقد في العاصمة الاسبانية مدريد بتنظيم من المعهد الملكي الإسباني الكانو والسفارة الأمريكية في إسبانيا والبيت العربي في مدريد أن التهديد الرئيسي والأساسي لبلاده هو تنظيم “داعش” الإرهابي وذلك على خلفية مشاركة إسبانيا في “التحالف الدولي” لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي وإن عولمة تنظيم “داعش” الإرهابي حقيقة واقعية لا يمكن إغفالها أو تجاهلها وأصبحت أكثر وضوحا بعد نشر آخر شريط فيديو نهاية هذا الاسبوع تظهر فيه عملية ذبح وقطع رأس أمريكي وكذلك مخطوفين سوريين.

ودعا مارتينيز الجميع إلى اليقظة والحذر والتأهب التام أكثر من أي وقت مضى بسبب تمدد وتوسع وانتشار تنظيم “داعش” الإرهابي وأفكاره الإرهابية الإجرامية.

وبشأن الإستراتيجية الاستباقية لإسبانيا ضد الإرهاب العالمي قال مارتينيز إن الاستراتيجية الأمنية الحالية لبلاده تقوم على الوقاية والتنبيه والتأهب التام والمستمر من أجل كشف الخطر الذي يمكن أن يأتي عبر الشبكات الارهابية الناشطة والعاملة الموجودة داخل الأراضي الإسبانية التي تدعم تنظيم “داعش” الارهابي ومن الأشخاص المتطرفين الذين على صلة معه والذين يمكن أن يصبحوا ويتحولوا إلى ما يسمى “الذئاب الوحيدة” وأيضاً من عودة الارهابيين الأجانب إلى إسبانيا بعد إشباعهم بالفكر المتطرف واستعدادهم لشن عمليات وهجمات إرهابية داخل الأراضي والمناطق الإسبانية.

وأوضح مارتينيز أن الاجهزة الأمنية الاسبانية لاحظت في الأشهر الستة الأخيرة من العام الجاري ظهور وبروز عدة مئات من المتطرفين في مواقع وشبكات التواصل الإجتماعي تقوم بإرسال منشورات وتعليقات تحتوي في مضمونها على كلمة إسبانيا وان معظم الاشخاص المتطرفين يدعمون تنظيم “داعش” الإرهابي ويدعون صراحة إلى إقامة ما تسمى “الخلافة الإسلامية” ويظهرون اهتمامهم البالغ ونياتهم في السفر إلى سورية أو العراق من أجل الإنضمام إلى هذا التنظيم الإرهابي لافتا الى أنه من خلال عمليات المتابعة والمراقبة تبين للأجهزة الأمنية أن هؤلاء الأشخاص في لحظة ما يمكن أن يتحولوا إلى ما يعرف باسم “الإرهابيين الإنفراديين” أو “الذئاب الوحيدة” ويكونوا قادرين على شن هجمات إرهابية وأعمال عنف وإجرام في إسبانيا أو يمكن إستخدامهم وإرسالهم للقتال في مناطق الحروب الدائرة في العالم وخاصة في سورية والعراق.

وأشار مارتينيز الى أن تنظيم “داعش” الإرهابي يعتبر في الوقت الحاضر أحد أقوى وأغنى الجماعات والتنظيمات الإرهابية على مدى العصور بميزانية تقدر بنحو2 مليار دولار سنويا وتنهب 60 بالمئة من احتياطي النفط في سورية فضلا عن سرقتها لمنابع النفط ومصادر الغاز في العراق لافتا الى ان هذا الامر جعل هذا التنظيم الإرهابي قادرا على الحفاظ على قوة وعتاد عسكري ودعم ودعاية إيديولوجية وإعلامية على الأقل لعدة عقود قادمة.

وسلط الوزير الاسباني في كلمته الضوء على قدرة النمو المثيرة لهذا التنظيم الارهابي وقوته الدعائية والترويجية في نشر أعماله الإرهابية ومجازره الفظيعة الوحشية من خلال الاستفادة من الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية والمنتديات التابعة له والتي ساهمت أيضاً في تسريع نشر أعماله الإرهابية وتوسيع دعايته الارهابية بشكل أكبر وأقوى وهذا ما حصل فعلا خلال السنوات الأخيرة في إسبانيا.

وطلب مارتينيز من المشاركين في المنتدى ووسائل الإعلام مخاطبة الأشياء بأسمائها مشيرا إلى أن تنظيم “داعش” قرر هذا العام تغيير اسمه ولقبه إلى ما يسمى “الدولة الإسلامية” بهدف إضفاء الشرعية على هذا التنظيم الإرهابي بانه التنظيم الوحيد الموجود على الأرض صاحب الهيمنة والقوة والسلطة وإبعاده وفصله عن بقية التنظيمات والمجموعات الإرهابية الموجودة في المنطقة وبالتالي يجب علينا جميعا التوقف عن تسميته بتنظيم “الدولة الإسلامية” وإنما فقط بتسميته “داعش”.

وكان الخبير والباحث فى معهد الكانو الملكي الإسباني فرناندو ريناريس حذر في دراسة نشرتها صحيفة لاراثون الإسبانية أمس من تحول كبير وخطير في نشاط المجموعات الإرهابية التي كان يتركز عملها داخل اسبانيا وقال انه من خلال مراقبة سلوك هذه المجموعات منذ عام 2012 يلحظ حدوث تحول خطير وكبير في نشاطها وهو عملية تفريخ جهاديين جدد في إسبانيا للقتال خارج البلاد وخاصة في سورية والعراق.

السلطات الاسبانية تعتقل إرهابيا مغربيا يستعد للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سورية

إلى ذلك اعتقلت السلطات الإسبانية إرهابيا مغربيا في مدينة مورثيا جنوب اسبانيا لقيامه بأنشطة ارهابية عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي والترويج للتنظيمات الارهابية بهدف استقطاب ارهابيين للالتحاق بالتنظيمات الارهابية في سورية.

وقالت وزارة الداخلية الاسبانية في بيان لها اليوم “إن الإرهابي المغربي عرض خدماته على احد التنظيمات الارهابية في سورية وحاول السفر للالتحاق بتلك التنظيمات وكان يعمل بشكل سري على نشر وإبراز الأعمال الإرهابية التي تقوم بها التنظيمات الارهابية من خلال مواقع الانترنت التي تروج للتنظيمات المتطرفة إضافة إلى وجود رسائل ومنشورات تحض على القتل تحت مسمى الجهاد”.

ورأت الوزارة في بيانها أن استخدام مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في خدمة الإرهاب والتنظيمات الارهابية المتطرفة في سورية والعراق إضافة إلى المجازر والمذابح التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي أصبحت بمجملها مزيجاً خطيراً من التهديد الارهابي المتطرف الذي يهدد الأمن القومي للدول الغربية بما في ذلك إسبانيا.

من جانبه أكد وزير الداخلية الايطالي أنجلينو ألفانو اليوم أن تنظيم داعش عبارة عن منظمة إرهابية تمتلك طموحات “غير مسبوقة” على مر التاريخ يجب التصدي لها ومحاربتها.

ونقلت وكالة أكي الايطالية للأنباء عن ألفانو قوله إن “التحدي المتمثل بالإرهاب ليس حالة طارئة بل نحن نجد أنفسنا أمام اقتراب تحد علينا محاربته”.

وأضاف ألفانو أن “تنظيم داعش الارهابي لا يريد حدودا جغرافية معينة ومن هنا تأتي الدعوة إلى حمل السلاح الموجه لكل من يريد ان ينضم الى هذا المشروع الارهابي وكذلك أساليب التجنيد من خلال أشخاص يتم دفعهم إلى التطرف في بلدانهم عبر شبكة الإنترنت وبث الأعمال الإرهابية في كل مكان”.

وأشار وزير الداخلية الايطالي إلى أن “تنظيم داعش الارهابي يمتلك القدرة على جبي الضرائب وسك عملة موحدة ما يؤكد أن مستوى التمويل المتاح لدى هذا التنظيم لم يسبق له مثيل”.

وجاءت تصريحات ألفانو هذه خلال تقديم تقرير بحثي بعنوان “زحف تنظيم داعش على ساحة الشرق الأوسط وتأثيره على أوروبا وإيطاليا” أعدته مؤسسة إيكسا للدراسات الاستخباراتية والثقافية والاستراتيجية.

وأقر وزير الداخلية الايطالي بوجود 50 ايطاليا في صفوف تنظيم داعش الارهابي مشيرا الى ان حكومته اتخذت اجراءات عديدة في سبيل الحد من التحاق الايطاليين بالتنظيمات الارهابية.

وكان السيناتور جوزيبي اسبوزيتو نائب رئيس اللجنة البرلمانية لأمن الجمهورية في ايطاليا حذر مؤخرا من أن التنظيمات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي قد تشن هجمات إرهابية في الفاتيكان وذلك استمرارا لهواجس الدول الأوروبية من ارتداد الإرهاب إليها بعد عبور مواطنيها وتسللهم إلى سورية والعراق وانضمامهم لتنظيم داعش الإرهابي وتنظيمات إرهابية أخرى.