الصين شراكة واعدة

تعد جمهورية الصين الشعبية من أقوى الاقتصادات العالمية, وأقوى اقتصادات الشرق لما تمتلكه من إمكانيات اقتصادية وزراعية وصناعية وموارد طبيعية وبشرية هائلة, استطاعت عبرها تحقيق الريادة على مستوى العالم، وفرضت نفسها قوة عالمية سياسية وعسكرية كبيرة، ما حدا بالولايات المتحدة إلى افتعال حربها الاقتصادية المجنونة عليها في محاولةٍ للحد من النجاحات الصينية المبهرة والقفزات النوعية على مختلف الصعد.

الدعم الصيني الحقيقي لقضايا الشعوب، واحترام سيادة الدول الوطنية ووقوفها إلى جانب القضايا العادلة، ومحافظتها على علاقات ندية قائمة على الاحترام المتبادل سمة أساسية من سمات السياسة الصينية التي تميزت بها عبر الحقب.

منذ آلاف السنين وطريق الحرير كان رابطاً حضارياً بين الشرق والغرب, ومن خلاله عُرفت الحضارة الصينية المتقدمة فكرياً ومعرفياً وصناعياً, ونمت تلك الحضارة بفضل تغذيتها فكرياً وثقافياً لتبسط أجنحة نجاحها على مختلف أصقاع الأرض من خلال نتاجها الاقتصادي وسياستها المعتدلة حيث وقفت بكين مع القضية العربية المركزية، وها هي اليوم تقف إلى جانب سورية الوطن والتاريخ في مواجهة الحرب الإرهابية التي تستهدف وجودها وكيانها الحضاري, لذلك لابد من التوجه إلى ذلك العملاق المتحرك بسرعة كبيرة نحو التقدم في شرق الأرض والنهل من معين نتاجه.

التوجه شرقاً ليس ضرورة فقط بل هو خيار استراتيجي لا بد منه ولاسيما بعد المواقف السياسية المشرفة للصين في مجلس الأمن الدولي, ووقوفها إلى جانب الحق والعدل في وجه داعمي الإرهاب ومروجيه الذين فرضوا إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب على الشعب السوري انتقاماً منه على تمسكه بمواقفه الوطنية السيادية المشرفة.

دعوة الصين المتكررة للسوريين لزيارتها وحضور نشاطاتها الثقافية والاقتصادية على مختلف المستويات هي تعبير وجداني صادق عن مكنونات الشعب والقيادة الصينية تجاه سورية، ومدى الاهتمام الصيني بمجريات حياة المنطقة, وهي تمهد لشد تلك العرى الوثقى وترجمتها بأفضل العلاقات.

مسيرة تضحيات الجيش العربي السوري الباسل ومن خلفه الشعب العربي السوري وتحريره معظم أراضي الوطن من الإرهاب, توازيها مواقف داعمة من الأصدقاء الروس والإيرانيين شركاء الدم ومن الصين وكل الشعوب الصديقة التي ما غادرت خندق الدفاع عن سورية في المحافل الدولية ولو بالكلمة.

صحيفة تشرين

بقلم.. جمال ظريفة