الشريط الإخباري

أكايف: الغرب يغذي القوى الظلامية وما يحدث في سورية نتيجة التدخل الخارجي

موسكو-سانا

اعتبر عسكار أكايف الرئيس الأسبق لجمهورية قرغيزيا العضو الأجنبي في أكاديمية العلوم الروسية كبير الباحثين العلميين في جامعة موسكو الحكومية أن التصعيد الغربي ضد روسيا هو نتيجة تغيير ميزان القوى كون روسيا في السنوات العشر الأخيرة عززت إمكاناتها الاقتصادية وازداد دورها السياسي والجيوسياسي في العالم ما بدأ يثير القلق لدى الغربيين.

وقال أكايف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم “إنه في التسعينيات كان الغربيون يمجدون الديمقراطية الجديدة في روسيا لأن روسيا كانت ضعيفة آنذاك ولم يكن بمقدورها التأثير في القضايا الدولية الكبيرة ولم تقلق أحدا بوضعها ذاك ولكنها اليوم تثير القلق لأن ميزان القوى قد تغير ويمكنها التأثير بما في ذلك عبر منظمة بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون كما بدأت روسيا تبدي تأثيرها على مختلف القوى من خلال زعماء هاتين المنظمتين وهذا ما لا يروق للغرب”.

وأوضح أكايف أنه ليس مصادفة أن هذا الشعور تحول اليوم إلى ما يشبه الحرب الباردة بل وفي أوكرانيا تجري حرب ساخنة وهذا ينطبق على سورية بشكل أوضح حيث كان لروسيا مع سورية علاقات سياسية إيجابية مميزة ومنعت التدخل الخارجي في الشوءون الداخلية السورية معتبرة أن لدى سورية حكومتها وقيادتها برئاسة الرئيس بشار الأسد وهو رئيس منتخب شرعيا من قبل الشعب السوري في حين يقف الغربيون ضد إرادة غالبية الشعب السوري بهذا الصدد.

وأشار أكايف إلى أن الموقف الغربي غير بناء وأخذ يغذي تلك القوى الظلامية والمتطرفة جدا ويدعمها بالمال والسلاح لافتا إلى أهمية موقف روسيا من الأزمة في سورية والتي لعبت دورا مفتاحيا في لجم المخطط الأمريكي بالعدوان عليها ومنعت الحرب ضدها وتكرار تجربة ليبيا والكثير من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث نشاهد في دول ذات حضارة وتاريخ عريقين الدمار والخراب الجاري باسم الديمقراطية على الطريقة الغربية.

وأعرب أكايف عن قلقه مما يحدث في سورية لأنه في أغلبه نتيجة التدخل الخارجي في شوءونها لافتا إلى ضرورة إعطاء الشعب السوري ذي الحضارة الغنية الفرصة في أن يعيش وفق عاداته وتقاليده التاريخية ووفق قيمه الثقافية وهو صاحب الحق في اختيار قيادته بغض النظر إن كان يروق للغرب أم لا يروق لهم.

وأشار الرئيس القرغيزي الأسبق إلى الألم الذي يعتصر قلبه حين يسمع بأن أبناء وطنه يشاركون في القتال إلى جانب المجموعات المتطرفة والإرهابية في سورية معربا عن أسفه لهذا الواقع الذي لم يكن أبدا موجودا في قرغيزيا حيث الاسلام التقليدي كان الوحيد في البلاد إلى جانب الديانات الأخرى.

وقال “لم يكن في تاريخ قرغيزيا مكان للتطرف الديني أبدا ولكن ما يجري اليوم هو بتأثير الغرب على البلاد التي تقع بالقرب من افغانستان حيث ولدت هذه القوى ووجهت ضد دولة واحدة في البداية وانتشرت في بلدان آسيا الوسطى فيما بعد” معتبرا انه يجب ألا يكون لهذه القوى الظلامية مكان في هذه المنطقة.

بدوره أكد الأكاديمي يوري ياكوفيتس عضو الأكاديمية الدولية لدراسات المستقبل رئيس قسم دراسات الدورات والتنبؤ في أكاديمية العلوم الاقتصادية الروسية في تصريح مماثل أن أسباب الضغط الذي تمارسه الدول الغربية على روسيا ليست اقتصادية وإنما الأسباب الحقيقية بالدرجة الأولى هي سياسية واجتماعية
وثقافية.999

وقال ياكوفيتس. “إن العالم الغربي اعتاد على فرض الإملاءات فالولايات المتحدة خلال المرحلة الأخيرة منذ أواسط القرن العشرين كانت تطمح لتكون زعيمة العالم في التطور اللاحق للبشرية بمعية أوروبا واليابان وأستراليا وأمريكا اللاتينية ولكنها بالرغم من أنها كانت تحسب حسابا للاتحاد السوفييتي الا انها اصطدمت معه في كوريا وفيتنام وافغانستان لكنها كانت تحاول خلق التوازنات في سياستها وتحاول ألا ترتكب ما تركبه اليوم من حماقات”.

وأوضح ياكوفيتس أن الغربيين ظنوا انهم انتصروا في الحرب الباردة ومنذ ذلك الوقت اعتادوا على أن يتبعهم الجميع بدءا من روسيا بوريس يلتسن وراحوا يفكرون بأنهم مالكو العالم برمته وأن لهم كل الصلاحيات ولذلك لا يمكنهم ان يتصوروا ان احدا يعارضهم كما فعلت سورية بأروع الصور ما أفقدهم وعيهم لأنهم لم يستطيعوا تنفيذ ما ارتكبوه بأيديهم في ليبيا والعراق من كوارث ماساوية.

وأشار ياكوفيتس إلى أن هذا النموذج المغاير لصورة العالم هو أنموذج المستقبل وهذا ما يخيفهم ويظهر عليهم أعراض الهذيان وخور القوى لافتا إلى امتلاك الشعب السوري ثقافة غنية جدا وعلاقات عريقة مع الشعب الروسي ومعربا عن رأيه بأن المحاولات الأمريكية وآخرها تصريحات الرئيس الامريكي /باراك أوباما/ في الأمس عن الحكومة السورية بأنها فقدت شرعيتها في حين أن الشعب السوري أعلن مجددا تأييده لها عبر الانتخابات ما يدل على أن هذا الشعب يمتلك تقاليد مشابهة جدا لتقاليد شعبنا الروسي.

كما أكد ياكوفيتس أن مواقف دول بريكس تجاه مكافحة التطرف والإرهاب في سورية واحدة ومنسجمة تماما مع الموقف الروسي وهذا الموقف ينسحب أيضا على الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون.

وقال ياكوفيتش “لنا علاقات ثنائية واسعة منذ أكثر من عشرين عاما مع البرازيل وتتوطد علاقاتنا مع جنوب أفريقيا التي تخلصت من نظام التمييز العنصري الأبارتائيد بدعم من الاتحاد السوفييتي لذا يمكن القول إن موقف بريكس من مسألة محاربة الإرهاب في سورية موحد ومبدئي وهذا ما بدا في لقاءات قمة هذه الدول في أستراليا”.

انظر ايضاً

القائد الشرع يلتقي وفداً من الجالية السورية في أمريكا

دمشق-سانا التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني وفداً من الجالية …