القدس المحتلة-سانا
من جديد تعود مدينة القدس المحتلة لتشكل واجهة الأحداث والشرارة التي تنطلق منها الانتفاضات المتلاحقة للفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وكما كان اقتحام رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي الأسبق سيىء الذكر أريئيل شارون في الثامن والعشرين من أيلول عام 2000 الشرارة التي أطلقت انتفاضة الأقصى والتي استمرت حتى عام 2005 يبدو أن تصاعد الاجراءات التعسفية بحق المقدسيين وارتفاع وتيرة مصادرة أراضي الفلسطينيين بالمدينة المقدسة وبناء الوحدات الاستيطانية عليها يشكل أرضية خصبة لانطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة لابد أن تكون اكثر زخما وقوة من سابقاتها.
ووفقا لمراقبين تلوح في الأفق بوادر للانتفاضة الجديدة والتي تحمل هذه المرة شعارات مختلفة وأدوات مختلفة أيضا تأتي في مقدمتها عمليات /الدهس والطعن/ التي يقوم بها شبان ومقاومون فلسطينيون ضد المستوطنين الاسرائيليين الذين يواصلون استفزازاتهم وجرائمهم بشكل متصاعد يوما إثر اخر بحق الفلسطينيين وأراضيهم وبيوتهم.
ولعل اللافت في هذا السياق العملية النوعية التي نفذها مقاومان فلسطينيان صباح اليوم حيث تبنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المسؤولية عنها معتبرة أنها وغيرها من العمليات البطولية التي ينفذها أبطال القدس تشكل ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال وشكلا من أشكال المقاومة الشعبية.
وأشارت الكتائب في بيانها إلى أن الشهيدين غسان وعدي أبو جمل من جبل المكبر في القدس المحتلة “قاما بعملية بطولية بعد أن اقتحما صباح اليوم معهدا دينيا للمستوطنين المتطرفين أقيم على أراضي قرية دير ياسين الفلسطينية غربي القدس ما أسفر عن مقتل خمسة مستوطنين بينهم رجل أمن وحاخام إضافة إلى إصابة 11 مستوطنا اخر بينهم خمسة أصيبوا بجروح خطرة”.
وتأتي هذه العملية النوعية استكمالا لسلسلة من العمليات المماثلة التي بدأت في الرابع من شهر اب الماضي حيث أقدم شاب فلسطيني قبل استشهاده برصاص قوات الاحتلال على صدم جرافة كان يقودها بحافلة للمستوطنين شرق القدس المحتلة ما ادى إلى مقتل مستوطن وجرح أربعة اخرين.
وتوالت العمليات حيث قام شاب فلسطيني في الثالث والعشرين من الشهر الماضي بدهس عدد من المستوطنين بالقرب من القطار الخفيف بمدينة القدس المحتلة ما أدى لمقتل اثنين منهم وإصابة ثمانية وبعدها وفي رد مباشر على الاستفزازات والاقتحامات التي قام بها الحاخام الإسرائيلي المتطرف /يهودا غليك/ للمسجد الأقصى أطلق الشهيد معتز حجازي عدة رصاصات باتجاه هذا الحاخام قبل نهاية الشهر الماضي ليصاب بجروح خطرة مازال يعالج منها حتى الان.
وتلا ذلك قتل مستوطنين اثنين وإصابة 14 اخرين بجروح مختلفة في عملية /دهس/ نفذها شاب فلسطيني من أهالي حي شعفاط بمدينة القدس المحتلة في الخامس من الشهر الجاري لتتبعها بساعات عملية أخرى أصيب فيها ثلاثة من جنود الاحتلال بجروح مختلفة بعد دهسهم قرب مخيم العروب في الخليل بالضفة الغربية.
وفي العاشر من الشهر الحالي أيضا قتل أحد جنود الاحتلال اثر عملية طعن نفذها شاب فلسطيني من أهالي منطقة نابلس في محطة الباصات المركزية بـ/تل أبيب/ في الأراضي المحتلة عام 1948 ثم قتلت مستوطنة وأصيب مستوطنان اخران بجروح خطرة ومتوسطة بعملية طعن نفذها شاب فلسطيني على مفرق تجمع مستوطنات غوش عتصيون شمال الخليل جنوب الضفة.
ويشير مراقبون وقوى فلسطينية الى ان هذه العمليات تشكل الى جانب الفعاليات والمظاهرات المستمرة التي تشهدها مختلف مناطق القدس المحتلة والضفة الغربية تعبيرا عن حجم الاحتقان والغضب الذي يعم الشارع الفلسطيني في ظل تصاعد جرائم الاحتلال والتي تجد غطاء كاملا من خلال الصمت الدولي والتامر الغربي مع الكيان الاسرائيلي وأيضا في ظل حالة الخذلان العربي تجاه القضية الفلسطينية حيث تستمر مشيخات وممالك الخليج في السير وفق المخططات والمشاريع الأمريكية والغربية التي صممت خصيصا لخدمة أمن الكيان الاسرائيلي الغاصب وتستهدف بشكل فاضح دول مواجهة هذه المشاريع وفي مقدمتها سورية باستخدام أدوات تتمثل بالتنظيمات الارهابية المسلحة التي تنسق بشكل واضح مع العدو الاسرائيلي في جرائمها ومجازرها بحق السوريين.
لذا فان هذه العمليات المستجدة وبحسب العديد من المتابعين والمراقبين تعد مقدمات لانتفاضة ثالثة بأدوات وتجليات مختلفة تشكل القدس المحتلة بمقدساتها ورمزيتها العروبية والاسلامية شرارتها وبوءرة انطلاقتها ولكن الهدف يبقى واحدا وهو استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على ترابه الوطني الفلسطيني.
وليد محسن