من يشعل النار تحت «برميل البارود»؟… بقلم: عبد الرحيم أحمد

ليس من قبيل الصدفة أن تطلق تسمية «برميل البارود» على منطقة الشرق الأوسط فهي عبر التاريخ شكلت الممر والمستقر للحركات الاستعمارية في العالم وزادها الأمر «ابتلاءً» اكتشاف النفط فيها بكميات كبيرة وزرع كيان الاحتلال الإسرائيلي فيها بداية الأربعينيات من القرن الماضي.

موجات الاستعمار التي مرت على «برميل البارود» من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب لم تتوقف ومعها نضال شعوب المنطقة لم يهدأ.. والبرميل اليوم يغلي على نار الأطماع الأميركية والتحريضات الإسرائيلية غير الخافية على أحد، إذ لا يمكن فصل ما يحضر لمنطقة الخليج العربي عن قضية العرب الكبرى التي استنزفت دولهم وشعوبهم على مدى سبعين عاماً دماءً وأموالاً وموارداً ومازالت.

يحاول كيان الاحتلال الإسرائيلي أن ينقل مسرح الحرب من فلسطين المحتلة إلى الخليج العربي بعيداً عن خاصرته وهو يبذل قصارى جهده لإشعال برميل البارود في منطقة تعج بتناقضات المصالح الغربية مع مصالح دول المنطقة بعيداً عن فلسطين.

لم يكن عبثاً انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي السداسي مع ايران، وليس من باب الصدفة أن تبقي واشنطن قواتها المحتلة في منطقة التنف والجزيرة السورية رغم إعلان ترامب نيته سحب قواته من هذه المنطقة.. لأنها جزء من خطة اشعال برميل البارود بعيداً عن حدود فلسطين.

الحرب السعودية على اليمن ليست سوى مرحلة من المخطط الناري وخطط العدو الإسرائيلي لإشغال العالم وإلهاء دول المنطقة وشعوبها بحرب ليست أولوية وليست حتمية كما هي حربنا وكفاحنا ضد كيان الاحتلال الذي احتل قلب منطقتنا العربية.

العالم يعرب عن قلقه من التداعيات الخطيرة لإشعال حرب جديدة في المنطقة لا يُعرف حدها ومسارها، في وقت تنشغل دول المنطقة بإطفاء حروبها الملتهبة ومواجهة تنظيمات ارهابية صنعتها دول غربية فتيلاً لحروب متنقلة وخدمة لأجنداتها الاستعمارية.

ويبقى أن برميل البارود قد ينفجر في أي لحظة مع التصريحات الأميركية بإرسال المزيد من الجنود وحاملات الطائرات إلى بحر الخليج الهائج، ومع لهيب النفط الذي لفح نواقله مرات عدة .. ومع ترنح صفقة القرن المشؤومة رغم كل الضغوطات الأميركية قد يصبح خيار النار هو الأقرب..

صحيفة الثورة