تونس-سانا
قبل أيام قليلة على موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في تونس بادر مرشحون كثر إلى الانسحاب قبل بدء التصويت حيث تم أمس تسجيل انسحاب رسمي للمرشحين نور الدين حشاد ومصطفى كمال النابلي بعد أن انسحب محمد الحامدي وعبد الرحيم الزواري في وقت سابق.
وفي أول تصريح إعلامي بعد انسحابه قال حشاد “إنه قرر الانسحاب من السباق الانتخابي الرئاسي بسبب الوضع الذي ميز الحملات الانتخابية سواء محاولات للاستقطاب الثنائي و حديث عن دور المال السياسي إلى جانب التراشق بالكلام بين السياسيين” معتبرا أن هذا الأمر “لا يشرف” انتخابات رئيس تونس حسبتعبيره.
وأضاف حشاد إن الانتخابات كانت تمثل للتونسيين أملا في إصلاح ما فسد لكن الأمور سارت عكس ذلك مشيرا إلى أنه يعتبر نفسه مواطنا ناخبا كبقية الناخبين سيقوم يوم التصويت بواجبه الانتخابي.
كما أعلن المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية النابلي انسحابه أمس رسميا من السباق الرئاسي قائلا “إنه اتخذ قرار الانسحاب بعد أن وجد أن الاستراتيجية التي وضعها لانقاذ تونس لن تتحقق في ظل هذه الظروف ولن يكون قادرا على تقديم إضافة لتونس وإخراجها من المشاكل التي تعانيها “.
ودعا النابلي إلى عدم التصويت للمرشح منصف المرزوقي لأنه فشل في مهمته مؤكدا أن من أسباب انسحابه هو وجود المال السياسي الذي أفسد العملية الديمقراطية وشكل خطرا على المشهد السياسي بتونس.
وفي السياق ذاته تداولت بعض المواقع الأخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي التونسية خبر انسحاب المرشح المستقل حمودة بن سلامة من الانتخابات الرئاسية إلا أنه أكد في تصريح إعلامي اليوم أنه تراجع عن قراره هذا.
وفي السياق ذاته أكد مراقبون سياسيون في تونس أن الانسحابات الأخيرة وما قد يليها من بين أسبابها أيضا لجوء المرزوقي الذي كان رئيسا لتونس في الفترة الماضية إلى تهديد منافسيه بالعنف وإحاطة نفسه بإرهابيين كزعيم ما يسمى لجان حماية الثورة المحظورة خلال حملته الانتخابية.
ومن المعلوم أن تونس تستعد لإجراء الانتخابات الرئاسية يوم الأحد القادم وسط توقعات بأن يكون رئيس الوزراء الأسبق الباجي قائد السبسي المرشح الأوفر حظا للفوز بها بعد تقدم حزبه /نداء تونس/ على حركة النهضة الإسلامية في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 26 تشرين الأول الماضي.
يذكر أن تونس تعاني أيضا من حالة فوضى وإرهاب وتدخلات خارجية بعد أن أصابها ما سمي “الربيع العربي”.
ويتنافس بهذه الانتخابات 27 مرشحا بينهم الرئيس المنتهية ولايته المرزوقي ووزراء سابقون وقاضية هي المرأة الوحيدة المرشحة إلى الانتخابات كما ستكون هناك جولة ثانية أواخر كانون الأول القادم إذا لم يتمكن أحد المرشحين من الفوز بالجولة الأولى.
واتفقت كل القوى السياسية التونسية على أن يمنح الدستور الرئيس المنتخب سلطات محدودة مقابل سلطات واسعة لرئيس الحكومة الذي سيكون من الأغلبية البرلمانية.
وبينت استطلاعات رأي أجريت في وقت سابق أن السبسي هو الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية علما أنه ركز في حملته الانتخابية على إعادة هيبة الدولة أما حركة النهضة فقد حلت ثانيا في الانتخابات بحصولها على 69 مقعدا من أصل 217 في البرلمان.