S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
السويداء-سانا
يحاول العرض المسرحي “الورقاء” نص وإخراج زياد كرباج القاء الضوء على واقع الإنسان ومعاناته في خضم الحرب الموجعة برمزية ودلالات تعبيرية تحاكي الواقع مبشرا بولادة جديدة لبلدنا.
العرض الذي استضافه مسرح مديرية التربية بمدينة السويداء مساء اليوم وقدمته فرقة حوار المسرحية بالتعاون مع المسرح الجامعي وفرع اتحاد طلبة سورية بالسويداء تدور احداثه على مدى نحو 45 دقيقة في قرية تتعرض للاعتداء ويلعب بطولته ثلاثة أشخاص اختار لهم المخرج تسمية المنتقين عوضا عن الممثلين لأنه يمكن لأي شخص أن يكون مكانهم ليقدم مشهدا دراميا يجسد واقعنا الذي نعيشه.
المسرحي كرباج أوضح أن الورقاء تمثل حكاية الوطن الذي رغم الحرب تعود بذور الحب إلى رحم أرضه لتنبت من جديد وتبشر بالأمل عبر قصة فتاة مضطهدة تقاوم بحسها الإنساني يتقدم لخطبتها شاب من قلب المعاناة لكنه يقتل وهنا يبدأ التحول في حياتها ليتم في سياق العرض إسقاط ما تمر به على واقع سورية وتقديم مكاشفة وحلول بشكل رمزي وفني وغير مباشر.
القائمون على العرض قدموا أشكالا تعبيرية جديدة في التعاطي مع الواقع كما يبين المخرج المسرحي رفعت الهادي ليحمل قيمة فنية وجمالية عالية من حيث امكانياته الدلالية الكبيرة ومستواه الرمزي العميق منطلقا من مسرح فقير بعيدا عن البهرجة من حيث المساحة اللونية البيضاء مخترقة بعمق أسود وبقعة خضراء ومساحة لونية من الأرض إلى السماء ليعبر العرض عن فاجعة الوطن بفقدانه لأبنائه وقدرته على المواجهة والخروج من الأزمة والتبشير بولادة جديدة.
الممثل أسامة نور الذي لعب دور الحارث وصف العمل بالتجربة الجميلة التي كسرت الأسلوب النمطي في المسرح بينما أشار الممثل حسن رسلان الذي لعب دور درويش إلى أنها تجربة جديدة قدمت له الكثير بينما بينت الممثلة يارا الشوفي التي جسدت دور الورقاء أنها حالة جديدة في طريقة التعاطي مع الحدث والخروج من الأزمة بأمل وولادة وانفراج.
الحضور الذي أم المسرح أبدى إعجابه بالعرض وبأداء الممثلين ليعيش كل منهم قصة الوطن بما يحمله من دلالات وإسقاطات غير مباشرة حاكت ما يمر به مجتمعنا من أزمات مع تأكيد على الانتماء للأرض والإيمان بإشراقة فجر جديد.
ويضم كادر العمل المسرحي في الإضاءة منى الهادي وسينوغراف لجين الهادي وهندسة الصوت مهند كنج وإدارة منصة حمد الريشي ومساعد مخرج مرام الباروكي.
خزامى القنطار
