طرطوس-سانا
بطبيعتها الجبلية التي تكسوها غابات السنديان والصنوبر واطلالاتها الخلابة على سفوح ومدرجات مغطاة بالأشجار المثمرة يضاف إليها ما تمتلكه من مقومات تراثية وأثرية تعتبر القدموس منتجعا طبيعيا واحد أهم الوجهات السياحية لقضاء عطلة ممتعة في ربوعها.
تتبع بلدة القدموس إدارياً لمحافظة طرطوس وتبعد عنها مسافة 65 كم وهي تتوسط المسافة بين مصياف وبانياس 25 كم عن كل منهما وتتبع لها 67 بلدة وقرية ومزرعة وتبلغ مساحتها 26955 هكتارا وعدد سكانها 60 ألف نسمة.
وتتمتع القدموس كما يؤكد الأديب محمد عزوز من سكانها بطقسها اللطيف صيفاً والبارد شتاء حيث ترتفع عن سطح البحر في أعلى قممها في جبل المولى حسن إلى 1150 مترا أما قلعتها الأثرية فهي على ارتفاع 950 مترا.
ويوضح عزوز أن اسم البلدة يعود إلى شخصية أسطورية تدعى قدموس ابن أجنور ملك فينيقيا الذي ذهب إلى الغرب كي يسترد أخته أوروبا بعد أن اختطفها سيد الآلهة اليونانيين “زفس” فتوقف في بلاد اليونان وبنى مدينة ثيبة “طيبة” وأدخل إليها الأبجدية وذلك في القرن الـ 15 ق م.
أما القدموس في القاموس فهي القديم كما يوضح عزوز لافتا إلى أن الروايات تشير إلى أن المدينة كانت معبدا فينيقيا اذ اعتاد الفينيقيون بناء معابدهم في المرتفعات لافتا إلى أن المعبد تحول إلى قلعة في العهد الروماني.
ويقع خارج القلعة التي تعتبر من أهم المعالم الأثرية بالمدينة مسجدها الذي لا يزال يحافظ على شكله الأثري والمؤلف من ثلاثة أروقة موضحا أن سكان المنطقة يطلقون على الشرفة المتقدمة من سطح القلعة اسم “الطيارة” وفيها خمس آبار قديمة لحفظ المياه كما يحيط بالقلعة ومجموعة البيوت القريبة منها سور قديم تهدم معظمه واستخدمت حجارته في بناء المنازل.
أما درج القلعة فيرتكز وفق عزوز على عقود جميلة يسميها الأهالي “القواقات” وربما جاء الاسم ارتباطاً بشكلها ومن مصدر آرامي وقد أخفتها الأبنية الحديثة المجاورة للقلعة عن الظهور من بعيد.
وتحيط بالقدموس الكثير من الغابات الجميلة كغابة جبل المولى حسن وتلة وجبل الحوارة وغابة المشفى، وفيها عدد من المنتزهات أهمها منتزه عين الريس وعين البلان وعين حسان وغيرها كما أن السوق الأثري والأحياء القديمة فيها وجهة للكثير من الزوار الذين يستمتعون بما تبقى من آثار وبيوت قديمة.
غرام محمد