دمشق-سانا
عندما يصبح الطبيب قاصا يعالج المجتمع بقلمه كما بمبضعه ويجس آلام الناس بخياله كما يجس وجع الفرد بسماعة الطبيب يكون طبيبا بحكايته كما بأدواته وهكذا يبدو الدكتور جرجس حوراني في مجموعته القصصية (ورق أيلول).
أكثر من ستين قصة قصيرة في المجموعة يتناول فيها الهم الاجتماعي والعاطفي والوجداني بأسلوب سهل قريب من الناس مطعما تلك القصص بصور ساخرة أسهمت في اقتراب القصة من الواقع اليومي كما في (أكثر الكائنات وفاء) حيث يبدؤها بـ “أبو الزولف.. ليس أغنية لصباح أو موالا لوديع الصافي .. إنه حلاق حارتنا وهو ليس حلاقا عاديا بل حلاق من نغمة سيكا ..ويبدأ المقص بعزف المقطوعة الموسيقية المميزة ثلاث ضربات فارغة وضربة في الشعر”.
ويستعير حوراني عناوين بعض قصصه من التراث الموسيقي لبلاد الشام والنيل وأغاني أم كلثوم وعبد الحليم وفيروز كما في قصة (كيفك انت) كما يقارن حوراني بين مفردات الماضي والحاضر بصوت ملؤه الحنين إلى تلك الأيام الجميلة من خلال تعلقه بالمكان وما يعنيه له من ذاكرة وتاريخ وثقافة كما في (مقهى الضجر).
وتشغل الطبيعة حيزا واسعا من قصص حوراني بما فيها من بعد عن صخب المدينة الخارجي وملامسة للروح والبعد عن القيم المادية التي تشغل الانسان المتمدن إضافة إلى الحيز الذي يشغله الهم الوجداني كما في قصص صانع الحب والحب الثالث.
يقع الكتاب الصادر عن الهيئة السورية العامة للكتاب في 216 صفحة من القطع المتوسط ويذكر ان الدكتور حوراني من مواليد حمص طبيب مختص بالأمراض القلبية وكاتب قصة قصيرة ينشر في الدوريات المحلية وله ثلاث مجموعات قصصية هي (الخيول المسافرة واليوم الأخير ومصعد الساعة الرابعة.
بلال أحمد
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: