ريف دمشق-سانا
احتفالا بأعياد تشرين التصحيح والتحرير ووسط حضور شعبي أقام مشروع بيت الحكمة الثقافي في جرمانا مهرجانا فنيا وأدبيا منوعا مساء أمس لتكريم الطلاب المتفوقين في المدينة بمشاركة شعراء وفرقة كورال مشروع بيت الحكمة التي قدمت مجموعة من الأناشيد والأغاني الوطنية.
وألقى الشاعر محمد خالد الخضر عددا من القصائد الوطنية التي امتزجت بالحب والعاطفة والوجدان حيث قال في قصيدته “هكذا يعشق الفرسان”:
الشمس من ذاك المحيا تشرق..وعلى نوافذ بيتنا تتألق
ينداح شوق سنائها في خاطري..وعلى جوانبه تفيض وتغدق
هذا خيال الصب وهو مجنح..وإلى مفازات العلا يتسلق.
وقرأ الشاعر منهال الغضبان أبياتا من قصيدته التي حملت عنوان “إلى الوطن” اعتمد فيها محاكاة معلقة الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد حيث اتبع اسلوبه بمعارضة القصيدة منتقدا الحال التي وصل إليها العرب بأسلوب لا يخلو من المرارة فقال:
وطني أخالك غرة للأجم ..ماذا دهاك بالدجي الأفحم
ياأمة كيف الفؤاد يذيبها.. بلغت مداها رغم ماء في الفم
أني نظرت فالمتاهة أمطرت.. والدمع تقطره عيون من دمي
يا أمة تعيش على أكتافها..والعقل داج في عماء مظلم.
أما الشاعر سامر شغري فقدم قصيدة بعنوان “تحية إلى الشام” ذكر فيها الأمجاد العربية وتراث دمشق وعراقتها وأصالتها..
حي الشآم وحي الأهل والبلدا..حي الرجال وحي فارسا صمدا
يا كعبة الكون إن العز منبته..في أرض جلق لم يبدل بها أحدا
هذي دمشق تذل الطامعين بها.. كنانة الله تسقي الخائنين ردى.
أما الطفل ساري الجربوع فقرأ قصيدة شعرية صغيرة باللغة المحكية عبر خلالها عن حب الاطفال لوطنهم ومدى تربيتهم الوطنية التي اكتسبوها من سورية ومن أهلهم فقال:
يما من عمر الورد عمري ومن صغر الطير صغري
سماي بهل أرض بيضا وعشقان وانتي ما تدري
عشقان بلد الطيب والطفولة عشقان يا خيي البراءة
ويا بيي الرجولة.
وكرم القائمون على مشروع بيت الحكمة خلال المهرجان مجموعة من الطلاب المتفوقين في عدد من مدارس جرمانا بهدايا رمزية وتشجيعية موجهين التحية إلى شهداء مدرسة عكرمة المخزومي في حمص الذين قضوا بالتفجير الإرهابي.
وقال مجدي الصحناوي مدير مشروع بيت الحكمة إن الاحتفال بهذا اليوم بالذات هو نوع من التحدي لكل من يفكر أن سورية يمكن أن تهزم فضلا عن كونه تعبيرا عن شعور الشعب السوري وانتمائه والتزامه بوطنه.
أما بشرى خضور ممثلة مشروع بيت الحكمة الثقافي فقالت إننا نقف مع الجيش العربي السوري في تصديه للحرب على سورية ونقف إلى جانب الأطفال الوافدين إلى جرمانا والمتضررين بسبب الأزمة.
وقال ماهر فرج مدير المجمع التربوي في الغوطة الشرقية إن التكريم يأتي لتتويج جهود عام دراسي كامل بذل خلاله الكادر التدريسي والطلاب جهودا جبارة للارتقاء ببلدهم لمواجهة كل الأزمات والتحديات والوصول الى مستقبل يزهو به الوطن.
واعتبر المهندس حسام قسام عضو مجلس محافظة ريف دمشق أن جرمانا صورة مصغرة عن سورية بكل اطيافها وبكل فعالياتها بكافة المجالات مضيفا إننا بمعاولنا نزرع الأشجار وبسواعدنا نبني الدار وبمحبتنا نصون الكبار والصغار.
ورأت الكاتبة نبوغ أسعد أن هذه التظاهرة ستكون قدوة وبداية لتظاهرات ثقافية أخرى ومن أهم التظاهرات التي تبشر بالاستمرار وتتحدى المشروع الصهيوني أما الشاعرة رنا العسلي فاعتبرت أن ما قدمه الشعراء المشاركون يدل على إحساس وطني وقومي بالحاضر واعتزاز بالماضي.
أما المدرسون أنس منذر وإياد مرعي وموعد الجغامي فاعتبروا أن تكريم المتفوقين إسهام في تشجيعهم ودفعهم للأمام وتحفيزهم ليظهروا للعالم أنهم قادرون على العلم والتعليم وعلى إظهار شخصية سورية الحقيقية.
وقال الطالبان مجد سلوم وكنان سلوم اللذان سيمثلان سورية في الأولمبياد العلمي العالمي إن التكريم يشكل حافزا لنا للاستمرار بالتفوق لأننا عن طريق العلم نبني سورية الغد.
سكينة محمد