السويداء-سانا
مبادرة فريدة من نوعها تستهدف مجموعة شباب مصابين بمتلازمة داون في بلدة القريا بالسويداء بهدف دمجهم بالمجتمع عبر إشراكهم بتصنيع الاكسسورات وتسويقها ضمن السوق المحلية.
المبادرة التي انطلقت عام 2015 بإشراف المربية حياة منذر ودعم وتمويل المجتمع المحلي تمثل نموذجا مهما للاستفادة منها وتعميمها بما يخدم هذه الفئة التي تتطلب مزيدا من الرعاية والاهتمام.
وجاءت فكرة المبادرة كما تبين منذر في حديثها لمراسل سانا بهدف إفساح المجال للشباب المستهدفين فيها للانطلاق نحو المجتمع والعمل لتعزيز حضورهم وتنمية مهاراتهم وإبعادهم عن حالة الانطواء واحتوائهم واستنهاض المهارات اليدوية لديهم وتفعيلها لتكون مبدعة.
وتبين منذر أنه تم تدريب الشباب بداية في أحد مراكز تصميم الاكسسورات الخاصة بمدينة السويداء لمدة شهرين بشكل مجاني بدعم من صاحبته نغم زياد نصر ثم تخصيص مكان لعملهم في معهد التنمية الذهبية بالقريا لمدة سبعة أشهر إلا أنه تم اعتماد مقر دائم لهم في بلدة القريا وتخصيصه من موقع القريا اليوم الإعلامي.
وتشير منذر إلى أن العمل يتم بمساعدتها لتصميم اكسسوارات نسائية وشبابية باستخدام مواد متعددة كالخشب والخرز والخيطان مع تسويق الإنتاج من خلال المعارف والأصدقاء إضافة إلى المعارض العديدة التي تمت المشاركة فيها ضمن المراكز الثقافية بمدينة السويداء وبلدة القريا.
طموحات تحملها منذر لتطوير المبادرة عبر زيادة نطاق الاستهداف بها وتوسيع ورشة العمل وإيجاد منافذ تسويق دائمة وذلك بما يدعم هذه الفئة ومنهم ولدها المصاب بمتلازمة داون.
وتبين المدربة في مجال الأعمال اليدوية هالة أبو زيد أنها عملت بشكل تطوعي على تدريب الشباب على أسس العمل وبعد مرحلة من المتابعة تقبلوا الفكرة مع وجود تشجيع لهم ما ساهم بنقلهم من حالة إلى أخرى.
فيما تذكر مديرة معهد دومسك للفنون الجميلة بالسويداء خلود الدبس أن المعهد يقيم سنويا معرضا خيريا لشباب المبادرة لتسويق إنتاجهم حيث يتم عرض منتجات جميلة وبسيطة فيه تلبي أذواق طالبيها وتعكس مدى الجهود التي بذلت من مشرفة المبادرة حتى تم إيصال المستهدفين فيها لهذه المرحلة.
وتجربة المبادرة وفقا للمربية ميادة شقير وجدت دعما من المجتمع المحلي وتم قبيل انطلاقتها إخضاع المستهدفين فيها لتدريبات على الكتابة والرسم في روضة القريا النموذجية بالتنسيق مع الاتحاد النسائي آنذاك مشيرة إلى نجاحها وإثباتها للجميع أن هذه الفئة قادرة على العطاء وذلك بفضل الجهود التي بذلت من المشرفة عليها.
عمر الطويل