دمشق-سانا
تعمل المديرية العامة للآثار والمتاحف على استراتيجية متكاملة تستهدف النهوض بواقع الآثار السورية بعد الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها جراء الحرب الإرهابية على سورية.
الدكتور محمود حمود مدير عام الآثار والمتاحف تحدث خلال ندوة أقيمت بعنوان التراث السوري الواقع والتحديات واستضافها المركز الوطني للفنون البصرية عن هذه الاستراتيجية التي تشمل بشكل أساسي متابعة توثيق الأضرار التي تعرضت لها المواقع الأثرية ومقتنيات المتاحف السورية وإنشاء متحف افتراضي على الشبكة بصورة تمكن الجميع من الاطلاع على القطع المتحفية المعروضة ووضع أطلس للمواقع الأثرية تعرف بها وبأهم المكتشفات فيها.
كما تركز المديرية في سياستها حسب حمود نحو فتح علاقات جديدة مع الشرق كالصين واليابان وإيران وروسيا ودول أوروبا الشرقية وتعزيز التعاون مع الجهات والبعثات التي وقفت مع سورية خلال الحرب وإصدار قانون جديد للتراث السوري يواكب القوانين العالمية ويحمي هذا التراث وإطلاق حملات لرفع الوعي الاجتماعي بقيمة الآثار.
وكان للدكتور غياث الأخرس مدير مركز الفنون البصرية مداخلة أثنى من خلالها على دور مديرية الآثار خلال السنوات الثماني الماضية مقترحا إيجاد وثيقة تعاون بين المديرية ووزارتي الإعلام والتربية والجامعات ليتم تعريف الطلاب والشباب إلى تراثنا الثقافي والحضاري.
الدكتور مأمون عبدالكريم تحدث عن الجهود التي قامت بها مديرية الآثار وصعوبات العمل حيث تمكن كادر المديرية من نقل مقتنيات العديد من المتاحف للحفاظ عليها من الدمار والخراب واتخاذ العديد من الإجراءات للحفاظ على المتاحف ومقتنياتها وعلى الأماكن الأثرية بالتنسيق بين الجهات المحلية والرسمية.
وعن واقع المتاحف السورية وإعادة افتتاحها تحدث نظير عوض مدير شؤون المتاحف ان سورية لديها 32 متحفاً موزعا على 13 محافظة مستعرضا لمراحل خطة اخلاء المتاحف التي نفذتها المديرية منذ عام 2012.
بدوره الدكتور أحمد ديب مدير المباني تحدث عن واقع المدن التاريخية والأثرية مؤكداً أن حماية الآثار السورية هي مسؤولية الجميع حيث قامت المديرية بعمليات إسعافية للحد من الأضرار بدعم من قبل المجتمع المحلي الذي كان له دور في المساعدة على استعادة العديد من القطع الأثرية والحفاظ على المباني التاريخية في الكثير من المناطق.
الدكتور همام سعد تحدث عن الاتجار غير المشروع بالآثار والجهود التي تبذلها المديرية في سبيل استعادة القطع المسروقة التي يتم بيعها في المزادات العلنية العالمية وعبر مواقع الانترنت ومنها تماثيل تدمرية هربها تنظيم داعش الإرهابي إلى تركيا.
ولم تغفل الندوة تكريم الباحث بشير زهدي أمين المتحف الكلاسيكي ثم الوطني بدمشق لقرابة نصف قرن والذي وضع أكثر من 150 بحثا ونحو 15 كتابا أضاءت على جوانب مهمة من تراثنا الوطني.
ميس العاني