الشريط الإخباري

عمال الخماسية.. مواجهة للإرهاب بالعمل والإنتاج وقصة صمود عنوانها 23 شهيدا

دمشق-سانا

انفرد عمال الشركة الخماسية في منطقة القابون بدمشق خلال سنوات الحرب بصمود قل نظيره بين عمال الشركات العامة الصناعية والذي ترجم باستمرار مجيئهم يوميا إلى مقر العمل والإنتاج رغم خطورة الطريق المؤدي إلى الشركة.

فقبل تحرير منطقة القابون من الإرهاب في أيار عام 2017 كان طريق الشركة معرضا لرصاص القنص وقذائف الإرهابيين كما أن مقرها على بعد عشرات الأمتار من وجودهم لكن ذلك لم يثن عزيمتهم وإصرارهم على الاستمرار بضخ منتجاتهم إلى السوق المحلية وسد حاجات جهات القطاع العام.

سانا التقت مع عدد من عمال الشركة حيث يقول خالد عثمان: “لم ننقطع عن العمل رغم قنص وقذائف الإرهاب” مستذكرا أحد الأيام العصيبة كما يصفها حين سقطت نحو 100 قذيفة على الشركة وفي محيطها واستشهد أحد زملائه وأضاف: كنا نعرف أن هدف الإرهابيين زرع الخوف في قلوبنا فآثرنا مواجهته بمواصلة العمل والإنتاج.

ومن معمل القطن الطبي بالشركة يلفت أحمد عمران إلى أن المخاطر لم تثن العمال عن المجيء يوميا والوقوف خلف الآلات وتشغيلها باعتبارها المكان الذي يوفر موردا لمعيشته وأسرته وحاجات مهمة للسوق على حد تعبيره.

حسان علي الذي يعمل في الشركة منذ 27 عاما يعود بالذاكرة لأحداث مضى عليها أكثر من عامين قبل إعلان تحرير القابون بالكامل ويقول “عندما كانت تشتد الهجمات على الشركة كنا نضطر للنوم فيها لأيام حتى يهدأ الوضع ونخرج لمنازلنا ونعود في اليوم التالي للعمل كأن شي لم يحدث”.

ويشير علي إلى تعاون إدارة الشركة في تنظيم الدوام ورفع المطالب إلى الجهات المعنية كزيادة الحوافز الإنتاجية وبدل قيمة الوجبة الغذائية وطبيعة العمل أكثر لنتمكن من سد متطلبات معيشتنا.

وكما العمال استمرت العاملات التي تشكل نحو ربع عمالة الشركة بالإنتاج حيث تتحدث جانيت محمد التي تعمل في الشركة منذ عام 1993 عن طرق تفاديهم للمخاطر فتقول: كنا نحاول أن نجد مسارات آمنة للدخول والخروج من الشركة لنتفادى القذائف ورصاص القناص التي أصابت شظاياها بعض زملائنا لكن ذلك لم يثننا عن الالتزام آملة بتحسين وضع العاملين المادي وخاصة في ظل غلاء الأسعار ليتمكنوا من تلبية متطلبات المعيشة.

بدوره يوضح مدير العمل في الشركة حسين سليمان أن الشركة تعرضت للكثير من الهجمات الإرهابية ما أدى إلى توقف جزء من الآلات فكان العمال والفنيون يحاولون صيانتها بما توفر محليا من قطع وخبرات لتستمر بالإنتاج.

ويبقى الجزء الأكثر حزنا وفخرا من قصة عمال الشركة الخماسية شهدائها الذين خلدتهم بلوحة تذكارية تضم 23 اسما ليبقوا منارة ومثالا لزملائهم في التضحية من أجل العمل والوطن.

أحمد سليمان