بريزبين-استراليا-سانا
أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أنه لم يطرأ أي تحسن على العلاقات الروسية الأمريكية بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادى لدول آسيا والمحيط الهادىء /ابيك/ الـ 22 التي انعقدت قبل أيام في العاصمة الصينية بكين.
ونقل موقع روسيا اليوم عن ريابكوف قوله في تصريحات للصحفيين في مدينة بريزبين الاسترالية حيث تعقد قمة مجموعة العشرين “إن أي لقاء بين الزعماء أو اتصال أو حديث على أعلى مستوى يملك قيمة استثنائية وكما فهمت تحدث الرئيس بوتين في بكين مع نظيره الأمريكي عن عدة موضوعات دولية ولكن سيكون محاباة للحقيقة إن قلنا إن آفاقا جديدة انفتحت أمام البلدين لتطبيع العلاقات الثنائية بعد هذا اللقاء” محملا واشنطن المسؤولية الكاملة عن ركود العلاقات بينهما.
وحول الوضع في أوكرانيا ذكر ريابكوف أن الجهود الروسية المتعلقة بالأزمة في أوكرانيا هدفها بسط الاستقرار في هذا البلد ولا تمثل أي تهديد له.
وأوضح أنه “لا يوجد ولا يمكن أن يكون هناك أي عدوانية إذ يدور الحديث حول أزمة داخلية في أوكرانيا تعود جذورها إلى تلك السياسة التي اتبعتها السلطات الأوكرانية خلال زمن طويل بتغاض وأحيانا بتحفيز مستمر من قبل الولايات المتحدة نفسها” مؤكدا أن الجهود الروسية منصبة على “تنفيذ اتفاقيات مينسك ودفع السلطات في كييف إلى تنفيذ هذه الاتفاقيات بشكل صارم وشامل”.
وأعرب ريابكوف عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة تحاول عرقلة التحقيق في حيثيات تحطم طائرة البوينغ الماليزية شرق أوكرانيا في تموز الماضي.
وقال ريابكوف إن “كل شيء مقلوب رأسا على عقب فيما يخص التحقيق في ظروف تحطم الطائرة ولدينا أسباب جدية للاعتقاد بأنه يتم إبطاء التحقيق في هذه المأساة بطريقة مصطنعة وللولايات المتحدة ضلع في ذلك” مشيرا إلى أنه “لو لم يكن لدينا أسس لمثل هذه الاستنتاجات لما طرحنا هذه المسألة بإلحاح خلال اتصالاتنا مع الطرف الأمريكي بما فيه على المستوى السياسي وقد فعلت روسيا من جانبها الكثير لإحراز تقدم في تحديد الحقيقة”.
وأكد ريابكوف أن روسيا “تسلم المواد الموجودة لديها إلى اللجنة الدولية المعنية بالتحقيق ونحن مستمرون بالاتصالات مع الحكومة الهولندية وأجهزتها المعنية” لافتا إلى أن الجانب الروسي بالذات وليس الولايات المتحدة ولا هولندا أو أوكرانيا أو ماليزيا أو أستراليا من عمل على دعوة منظمة الطيران المدني الدولية كمنظمة أساسية في هذا المجال للتحقيق في الحادث.
وبين ريابكوف أن روسيا ما كانت لتهتم بإجراء تحقيق كامل حول تحطم الطائرة كل هذا الاهتمام لو كان لديها ما تخفيه معتبرا أن التقرير الأول حول التحقيق ظهر متأخرا عدة شهور عما كان مخططا له أما التقرير النهائي فلن يكون جاهزا إلا في العام القادم و”لا يوجد فهم كامل حول ماذا وكيف ينفذ وما إذا كان يتم إدخال تصويبات على تقييمات هذا التحقيق وهذا يثير قلقنا”.
وأشارت لجنة التحقيق إلى أنها أسقطت بعد صدمها من قبل ما سمته “أجساما فائقة السرعة” في إشارة إلى احتمال تعرضها لصاروخ وهو الأمر الذي وجهت فيه روسيا أصابع الاتهام إلى سلطات كييف.
وكانت طائرة ركاب مدنية ماليزية من طراز بوينغ 777 تحطمت في مقاطعة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا أثناء رحلة لها من أمستردام إلى كوالالمبور وكان على متنها 283 راكبا وطاقم مكون من 15 شخصا.
ومن جانب آخر وفي حديثه عن المفاوضات حول الملف النووي الإيراني أعلن ريابكوف أن فرص الاتفاق حول الملف كبيرة وقال إن “أطراف المفاوضات لم يكونوا كاليوم قريبين إلى هذا الحد من الاتفاق وهم يستطيعون الآن تحليل كل النقاط المتبقية بدقة كبيرة”.
وأشار إلى أن المسألة تكمن في اتخاذ قرار سياسي معتبرا أن المرحلة الواقعة بين الـ 18 والـ 24 من الشهر الحالي كافية لاتخاذ مثل هذه القرارات إلا أنه لا ضمان لمسألة قبولها من قبل واشنطن وطهران موضحا أن “هناك إمكانية للاتفاق ونحن نعمل بأقصى حد كل ما هو ممكن لاستثمار هذه الفرصة وعدم ضياعها”.
وشهدت العاصمة العمانية مسقط في الأيام الماضية الجولة التاسعة من المفاوضات حول ملف إيران النووى بين وفد إيران ومجموعة دول خمسة زائد واحد للتوصل إلى اتفاق نهائي قبل انتهاء المهلة المحددة في 24 تشرين الثاني الجاري والتي تم الاتفاق عليها في اتفاق جنيف الموقع في تشرين الثاني من العام الماضي.
وفي سياق آخر أعلن مستشار الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية يوري أوشاكوف أن قادة دول مجموعة بريكس نددوا بالعقوبات المفروضة على روسيا واعتبروها غير قانونية.
وقال أوشاكوف في تصريحات له على هامش قمة مجموعة العشرين “إن زعماء دول بريكس أكدوا أن العقوبات غير شرعية وتمثل خرقا لميثاق الأمم المتحدة وتعيق تعافي الاقتصاد”.
وأشار أوشاكوف إلى أن “موسكو لم تطرح بنفسها هذا الموضوع على بساط البحث بل تحدث الزعماء عن هذا الموضوع بمبادرة ذاتية دون أي تلميح من قبلنا”.
وفيما يخص أوكرانيا لفت مستشار الرئيس الروسي إلى أن روسيا لاعلاقة لها بمشكلة تصعيد الوضع في هذا البلد.
يذكر أن قادة مجموعة بريكس التي تضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا عقدوا لقاء غير رسمي على هامش اجتماعات مجموعة العشرين الرسمية التي بدأت أعمالها اليوم في مدينة بريزبين الاسترالية.