الشريط الإخباري

هزيمة أردوغان في الانتخابات المحلية تعصف بحزبه من الداخل

دمشق-سانا

هزيمة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا برئاسة رجب أردوغان في الانتخابات المحلية التي جرت نهاية آذار الماضي وفوز المعارضة التركية برئاسة بلديات أغلب المدن الكبرى وخصوصا في انقرة واسطنبول دفعت بالخلافات داخل حزب اردوغان لتطفو على السطح.

وفي أول انتقاد من نوعه بوجه اردوغان ندد احمد داود أوغلو رئيس حكومة النظام التركي السابقة بسياساته وسياسات حزبه الاقتصادية والقيود التي يفرضها على وسائل الإعلام.

وأشار داود أوغلو في بيان مكتوب نشرته عدة وسائل إعلام تركية وعالمية إلى الضرر الذي قال إنه لحق بالمؤسسات التركية جراء سياسات حزب العدالة عازيا الهزيمة التي مني بها الحزب لتحالفه مع الحركة القومية.

الخلافات داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم عززت ما يتداوله الشارع التركي عن حدوث انشقاقات داخل الحزب وتشكيل حزب جديد إذ تحدثت أنباء خلال الفترة الماضية عن اتفاق بين قيادات سابقة في حزب العدالة والتنمية على تأسيس حزب جديد وعلى رأسها الرئيس التركي السابق عبدالله غول وأحمد داود أوغلو وسلجوق أوزداغ النائب السابق عن حزب العدالة والتنمية وغيرهم من قيادات بارزة كانت ابتعدت عن الحزب الحاكم وحينها انتقد أردوغان مسؤولين سابقين في حزب العدالة والتنمية ذكرت تقارير أنهم بصدد تأسيس حزب جديد واتهمهم بالخيانة.

ويرى مراقبون أن خسارة أردوغان وحزبه في الانتخابات المحلية الأخيرة توحي بأن مستقبل اردوغان السياسي أصبح على المحك في أي انتخابات رئاسية قادمة وخصوصا مع خسارة حزبه رئاسة أهم بلديتين في تركيا هما العاصمة أنقرة واسطنبول.

رئيس معهد أوراسيا للدراسات الاجتماعية في تركيا كمال اوز كيراز رجح أن يسقط اردوغان في أول انتخابات رئاسية مقبلة وقال: إن تحالفه مع حزب الحركة القومية التركي سينتهى قريبا لأن رئيس النظام التركي سيحمل هذا الحزب مسؤولية الخسارة في المدن التركية الرئيسية خلال الانتخابات الأخيرة لافتا في الوقت ذاته إلى أن سياسات التصعيد والاستفزاز التي يحاول اردوغان فرضها لن تخرجه من مأزقه.

محاولات أردوغان العديدة لكسب تأييد الأتراك فشلت ودفعت بملايين الأتراك إلى التظاهر تنديدا بسياساته الاستبدادية التي أوصلت حياتهم إلى حافة الجوع ورددوا شعارات مناهضة له ولحكومته التي لا تعترف بحقوق العمال.

وتبقى نتائج الانتخابات المحلية مرآة عاكسة لرأي الشارع التركي تجاه نظام أردوغان وسياساته الداخلية والخارجية التي أرهقت كاهل الشعب التركي وأدت إلى أزمة اقتصادية ظهرت ملامحها في تدهور الليرة التركية وارتفاع معدلات البطالة فضلا عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية في البلاد فيما وصفت وسائل إعلام دولية خسارة حزب أردوغان في الانتخابات المحلية بأنها “بطاقة حمراء” من الشعب التركي في وجه سياسات أردوغان التعسفية.