حمص-سانا
الجريح البطل فراس ديب يستقبل يومه منذ الصباح في ورشته للحدادة في حي الأرمن بمدينة حمص..أصيب خلال قتاله في صفوف الجيش العربي السوري ضد الإرهاب بريف اللاذقية الشمالي..فقد رجليه فازداد عزة وعنفوانا.. تماثلت جراحه للشفاء فغدا أنموذجا في قوة الإرادة والصبر وبقي كشجرة السنديان بجذورها العنيدة صامدا متسلحا بالأمل والعمل.
مراسلة سانا بحمص التقت الجريح البطل ديب ابن محافظة حمص وهو أب لأربعة أولاد حيث يقول: بعد إصابتي التي أدت إلى بتر رجلي الاثنتين في إحدى المعارك في قرية سلمى بريف اللاذقية في العام 2015 وبعد عدة محاولات للعمل وتأمين متطلبات أسرتي عدت لمهنتي التي طالما برعت فيها واكتسبت خبرة جيدة خلال مزاولتها قبل الحرب الإرهابية على سورية.
وبنبرة كلها ثقة بالنفس وتعال على الجراح يقول البطل ديب الذي اختار العمل في تصنيع الأثاث المعدني ليؤمن لأطفاله عيشهم الكريم وليفخر أبناؤه بأن لهم أبا لا تهزمه الحرب ولينعموا بعطائه من عرق جبينه دون منة من أحد “لدي إرادة وتصميم كبيران لممارسة عملي ولم ولن تكون إصابتي وبتر رجلي الاثنتين عائقا أمام أحلامي متسلحا بانتمائي لسورية المنتصرة للأبد”.
ويضيف البطل ديب إنه يقوم بتصنيع وتفصيل كل أنواع الأثاث والأدوات المعدنية في ورشته بالتعاون مع أصدقاء له متحديا كل الصعوبات في ظل الظروف الصعبة لجهة تامين المواد الأولية كما يحاول أن يطور منتجات الحديد من تصنيع عربات رافعة البناء وعربات نقل احضارات البناء وبأسعار منافسة بما يلبي عملية إعادة الإعمار وترميم المنازل إضافة إلى تصميم أدوات تسهل العديد من العمليات كخلاط تصنيع مواد المنظفات للمنازل وقوالب وديكورات عصرية للأبواب والنوافذ مستفيدا من خبراته السابقة ومن الاطلاع على بعض مواقع الانترنت الخاصة بالحدادة والأثاث المعدني.
وأمام وفاء أصدقائه ومن سانده يقول فراس إنه يؤمن بقوة بمقولة “سورية بخير” وستبقى ولا أحد يظن أو يخطر بباله أن الجريح السوري ضعيف بل يوزع على العالم باسره درسا في القوة والصمود ومواجهة التحديات مهما عظمت متمنيا من جميع الجهات المعنية والشرفاء دعم الشهداء الأحياء والوقوف إلى جانبهم لإعمار ما تهدم من سورية.
ووجه المقاتل الجريح فراس ديب الشكر لكل من سانده من أصدقائه ومن قدم له الدعم بمبادرة فردية إيمانا منهم ووفاء للوطن ولدماء الشهداء التي عمدت تراب سورية المقدس.
ويختتم البطل ديب بالقول: “لقد أثبت الشباب السوري ولا سيما الشهداء الأحياء رجولتهم في أقسى المعارك وها هم يتابعون العمل والإنتاج في ميادين الحياة وكما قالوا المستحيل ليس سوريا.. فنصر سورية الكبير محقق بهمة جيشنا وصمود شعبنا وحكمة قائدنا”.
تمام حسن