S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
بعد غربة 34 عاما للفنان التشكيلي الدكتور سهيل بدور وستين عاما من العطاء في الفن حضر اليوم إلى بلده ليكرم ضمن أكثر من ثلاثين فنانا تشكيليا ليعبروا عن محبتهم له بلوحاتهم.
الفعالية التي أقامتها وزارة الثقافة لتكريم الفنان بدور في المركز الثقافي العربي بالعدوي تضمنت ندوة ومعرضا شارك فيه أربعون فنانا تشكيليا مقدمين أعمالا فنية تنوعت بين الرسم والنحت والتصوير الضوئي وتناولت مواضيع مختلفة منها بورتريه للفنان المكرم.
وعبر الفنان التشكيلي محي الدين الحمصي عن سعادته بالمشاركة بتكريم “هذا الصديق” موضحا أن لوحته استخدم فيها ألوان الإكريليك المشغول بالماء على قماش معالج عبرت عن الانتماء إلى الوطن يظهر فيها الفرد السوري كأيقونة متجذرة كالشجرة تعبيرا عن بقائه بالأرض.
الفوتوغرافي سامر بلان شارك بلوحتين توحي الأولى بحالة موسيقية يظهر فيها ذوبان تام بين اللحن والأداة التي تحملها الأنثى أما الثانية فهي شبه طبيعة صامتة بتقنية الضوء الخافت.
الفنانة التشكيلية لينا رزق أشارت إلى أنه شاركت بلوحة كتحية للفنان المكرم مشيرة إلى أنها قدمت في عملها المرأة جزءا من الطبيعة تندمج في الأشجار والفصول والحياة أما الفنان ياسر خطار فقدم لوحة ثنائية مشغولة بالإيقاع السريع والخط التعبيري تحمل ملامح الإنسان السوري كتحية للفنان بدور.
وعقب المعرض تناولت الندوة التي أدارتها الإعلامية أنسام السيد مسيرة وتجربة الفنان بدور وميزاتها استهلت بفيلم عن حياته وتحدث بعده الفنان التشكيلي أيمن الدقر عن إخلاص المكرم لفنه وجلده بالعمل وهذا ما جعله من النجوم السوريين في الفن التشكيلي مشيرا إلى أهمية ومتعة أن يكرم الإنسان بحياته وفي بلده وبأن الاحتفاء به تكريم لكل الفنانين التشكيليين.
الفنان التشكيلي الدكتور محمد غنوم أضاء في مداخلته على ما يميز تجربة الفنان بدور خاصة أنه متعدد المواهب فهو رسام ونحاتومهتم بالمسرح إضافة إلى موهبته الشعرية العميقة مقدما تجربة خاصة به بعد أن استفاد من تجارب الرواد.
ولفت غنوم أن فن بدور يتسم بالشجاعة في الطرح والجرأة في التعاطي مع الفن البصري مبينا أن الفن دون الشجاعة لا يمكن أن يدخل في جانب التجديد وأن بدور يسير باتجاه الحداثة فهو كل يوم يتجدد ويصبح أكثر نضجا كصاحب إحدى التجارب التي ترفد الحركة التشكيلية في سورية والوطن العربي.
وأوضح الناقد التشكيلي سعد القاسم في مداخلته أن المكرم ألف كتابا تحدث فيه عن تجربته وهذا مطلوب من أي فنان مقتنع بفنه وقد درج حديثا في الغرب أن يكتب الفنان بنفسه عن تجربته ويوضح للمشاهد قبل أن يشرح الناقد مشيرا إلى أن الفنان يوثق لتجربته بدقة في هذه الحالة.
ولوحات بدور وفق القاسم فيها عالم من الفرح وتتميز بكبر حجمها وتعطي إحساسا للمتلقي أنه يعيش مع اللوحة.
والفن التشكيلي السوري برأي قاسم أحد أقانيم الفن العربي ولكن الحرب الإرهابية أثرت فيه سلبا من خلال تدمير وحرق صالات العرض في بعض المناطق على يد الإرهابيين إضافة إلى مغادرة بعض المبدعين والفنانين التشكيليين.
الفنان التشكيلي سهيل بدور أوضح أن تكريمه اليوم هو مساحة حب كبيرة من وطنه وهو يوم استثنائي بالنسبة له معتبرا هذا التكريم دينا في رقبته لهذا الوطن ولزملائه الفنانين الذين قدموا له محبتهم بعد غربة 34 سنة.
وبين بدور أن الغربة أغنت تجربته التي حضرت فيها المرأة والموسيقا في جو من الانتظار الدائم مشيرا إلى الجدارية التي يشتغل عليها كحلم طالما أراده عن الشاعر الراحل محمود درويش.
بلال أحمد
