في ذكرى احتلال بغداد.. جرائم واشنطن ما تزال ماثلة دليلا على سجلها الأسود

دمشق-سانا

يستحضر الشعب العراقي اليوم الذكرى السادسة عشرة لاحتلال القوات الأمريكية العاصمة العراقية بغداد تحت ذريعة ثبت بطلانها وزيفها هي وجود أسلحة دمار شامل.

ذريعة استخدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا في محاولة للتغطية على غزوهما العراق واحتلاله متحدين المجتمع الدولي في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية وشرعة الأمم المتحدة بهدف تدميره إنسانا وأرضا وتفتيته والسطو على مقدراته وثرواته.

احتلال القوات الأمريكية مدينة بغداد شكل دليلا جديدا على تاريخ الولايات المتحدة الأسود في الاعتداء على الدول ذات السيادة وجاء استكمالا لمخططات استعمارية معدة سلفا وحصار اقتصادي جائر حيث بدأت القوات الأمريكية والبريطانية عدوانهما على العراق في الـ 20 من آذار عام 2003 مستخدمين كل أنواع السلاح والطيران ومستهدفين البنى التحتية الحيوية للبلاد.

العراقيون وكما هو متوقع استبسلوا في الدفاع عن بلدهم في وجه الغزاة وصمدوا في مواجهة الأسلحة المحرمة دوليا حتى استخدام القوات الغازية مئات القذائف المزودة باليورانيوم المنضب في معركة المطار ما خلف كارثة صحية ما زال أبناء الشعب العراقي يعانون منها حتى أيامنا هذه إضافة إلى تلوث البيئة بالمخلفات السامة وفق ما أكده العديد من الخبراء والمنظمات.

غزو العراق تم كما خططت له قوى الاستعمار وبالمزاعم التي تحجج بها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن لتنفيذه وثبت بالدليل القاطع عدم صحتها فبعد ثلاثة أشهر من البحث المكثف في العراق عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة بمشاركة 1200 خبير لم يعثر على أي من تلك الأسلحة.

احتلال القوات الأمريكية بغداد في الـ 9 من نيسان عام 2003 دمر حاضر العراق ومستقبله بل وماضيه أيضا وشهدت تلك الحقبة الدموية نهب أطنان من احتياطيات العراق من الذهب والأرصدة كما شهدت متاحفه أكبر عملية سطو في التاريخ ولاحقا استهدفتها عمليات تدمير شامل لما تبقى من شواهد الماضي.

رغم انتهاء هذا الفصل الأسود من تاريخ العراق باندحار الغزاة الأمريكيين عن أرضه إلا أنه بقي في قلب المخططات الأمريكية والغربية الرامية إلى السيطرة على مقدراته ومقومات قوته وتفتيته خدمة لمصالحها في المنطقة فكانت أدوات هذا الاحتلال من تنظيمات إرهابية على رأسها تنظيم “داعش” والتي زرعت في أرض العراق لتستكمل تنفيذ تلك المخططات.

وعلى مدى الأعوام الثمانية التي استمر فيها الاحتلال الأمريكي للعراق تكبد العراقيون الكثير حيث أسفرت عمليات القصف الجوي والبري عن استشهاد أكثر من مليون عراقي وإصابة مئات الآلاف جراء عمليات العدوان وما تبعها من تفجيرات إرهابية دموية إضافة إلى تهجير وتشريد ملايين العراقيين وإلى دمار كبير في عشرات المدن والقرى والبلدات العراقية والكثير من المرافق الحيوية كالمستشفيات والمدارس وشبكات الكهرباء والماء.

أطماع الولايات المتحدة في العراق ومنطقة الشرق الأوسط عموما لن تقف عند حد ومهما اختلفت أساليب وذرائع تدخلها إلا أن الهدف واحد وهو السيطرة على مقدرات الشعوب وسلب إرادتها ونهب ثرواتها فآثار الغزو الأمريكي للعراق ما زالت مستمرة وجرائم الأمريكيين بحق الشعب العراقي ما زالت ماثلة حتى الآن.