دمشق -سانا
في ظل اقتصاد منهار لا تجد مؤشرات أسهمه طريقا لها للصعود.. عرت الأزمة الاقتصادية رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان من وعوده الحالمة فيما أسقطت نتائج الانتخابات المحلية التي جرت قبل يومين ورقة التوت الأخيرة عنه في كبرى المدن التركية إيذانا ببدء نهاية حقبته وحزبه الحاكم وفق العديد من التقارير الدولية.
صحيفة تايمز البريطانية وفي تقرير لها نشر أمس رأت أن نتائج الانتخابات المحلية التي تلقى فيها أردوغان صفعة في العاصمة أنقرة وأزمير واسطنبول تشكل مع الواقع الاقتصادي المتردي القائم مشارفة حقبة على الانتهاء معتبرة أن هزيمة حزب أردوغان المدوية أمام المعارضة في مدن رئيسة عقاب من الناخبين الأتراك له بسبب فشله في معالجة المشكلات الاقتصادية.
ويوضح التقرير أنه في الوقت الذي تواجه فيه تركيا استمرار تراجع ثقة المستثمرين العالميين وانهيار الليرة التركية والارتفاع الحاد بالأسعار فإن خسارة حزب العدالة والتنمية أنقرة ومدنا رئيسة أخرى تمثل سقوط الورقة الأخيرة من وعود أردوغان أمام ناخبيه.
ويلفت التقرير إلى أن الانتخابات جرت وسط أزمة اقتصادية أعقبتها سلسلة من حملات التصفية في صفوف الجيش والموظفين المدنيين واعتقال العشرات من السياسيين والصحفيين وذلك في إشارة واضحة إلى مواصلة أردوغان سياساته الاستبدادية القمعية وأخطائه ذاتها التي ارتكبها خلال سنوات حكمه.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اعتبرت أن نتائج الانتخابات التركية وفوز المعارضة في عدد من المدن الكبرى تمثل هزيمة كبرى لأردوغان وتسقط صورته أمام الأتراك.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس باسطنبول سولي أوزيل أن هزيمة حزب العدالة والتنمية في اسطنبول وأنقرة شكلت عامل ضغط نفسي على أردوغان المأزوم أصلا موضحا أنه “ستكون لهذه النتائج تداعيات على أردوغان أكثر من مجرد الرمزية وسيكون لهذه الخسارة المزدوجة أثر معاكس”.
وتراجعت الليرة التركية اليوم إلى أكثر من واحد بالمئة مقابل الدولار بعد الانتخابات البلدية وذلك في وقت تعاني فيه تركيا جراء سياسات أردوغان الداخلية التي أدت إلى ركود اقتصادي أكدته المؤسسات الدولية المتخصصة أوصل معدل التضخم إلى أكثر من 20 بالمئة ونسبة البطالة إلى أكثر من 11 بالمئة إضافة إلى سياساته الخارجية وتورطه بالكثير من الأزمات مع دول الجوار والعالم وخاصة دعم الإرهاب في سورية على مدى سنوات وتمويل وتسليح تنظيماته المختلفة ولا سيما تنظيما “داعش” و”جبهة النصرة” المدرجان على لائحة الإرهاب الدولية.
ماهر عثمان