الشريط الإخباري

(العطسة) لتشيخوف في احتفالية يوم المسرح العالمي

حمص-سانا

أسدلت مديرية ثقافة حمص الستار على عروض احتفاليتها بيوم المسرح العالمي التي استمرت 6 أيام متتالية وشملت عروضا مسرحية منوعة بعضها محلي والآخر من الأدب العالمي شارك بأدائها مواهب تمثيلية شابة لفرق فنية متعددة تألقت على مسرح دار الثقافة بالمدينة.

وفي ختام عروض الاحتفالية قدمت فرقة المسرح القومي بحمص عرض “العطسة” لأول مرة على المسرح عن نص للكاتب الروسي أنطون تشيخوف برؤية إخراجية لزين العابدين طيار وإشراف سامر أبو ليلى وسط حضور جماهيري واسع.

وضم العرض توليفة لمجموعة قصص قصيرة وشهيرة لتشيخوف تحمل رموزا بسيطة بمظهرها وعميقة بمدلولاتها حيث تدور أحداثها حول موظف يعطس في دار الأوبرا على رقبة أحد المفتشين بالتزامن مع قصة أخرى حول إلقاء القبض على صياد يقوم بفك العزقات التي تثبت سكة القطار.

الممثل والناقد المسرحي تمام العواني أشار في تصريح للصحفيين إلى أن الاحتفال بيوم المسرح العالمي يهدف إلى إتاحة الفرصة لمختلف الفرق المسرحية الشابة لإظهار مواهب اعضائها لافتا إلى أنه تم الاطلاع مسبقا على العروض المقدمة عبر لجنة مؤلفة من عدة مخرجين ونقاد مسرحيين وتم قبول العروض جميعها ليستمر الاحتفال بيوم المسرح العالمي طوال 6 أيام منوها في الوقت نفسه بعرض العطسة ولا سيما أنه جاء متعدد النهايات.

بدوره بين مخرج العرض زين العابدين طيار أن العطسة تضمن جانبا من الكوميديا الخفيفة التي تعتمد على الابتسامة وسلط الضوء على الإنسان البسيط حيث تم التركيز على الشخصيات الانسانية البسيطة التي تحمل بساطة الشكل وعمق وتعقيد البنية الدرامية من الداخل عبر تعاملها مع إحساس الإنسان البسيط منوها بصعوبة تجسيد هذ البساطة والتدريب على أدائها كونها تتطلب ممثلين احترافيين متمرسين للظهور على خشبة المسرح.

وتطرق طيار للديكور المستخدم في العرض وهو الصناديق البيضاء التي ترمز للحظ مشكلة الديكور الأساسي للمسرحية وكأنها النرد في لعبة طاولة وهو ما يسمى بحسب طيار ديكورا شرطيا غير واقعي والذي يتيح فرصة التعامل مع الصناديق بطريقة مسرحية كدرج أو نافذة أو باب لعبور الممثلين في ختام الحكاية.

الفنانان سليمان وقاف الذي لعب دور المفتش بالمسرحية وأحمد درويش الذي لعب دور الصول وتقاسم البطولة مع المفتش لفتا إلى أن مدة التدريب على العرض لم تتجاوز الشهرين استطاع الممثلون الشباب أثناءها بفضل جهودهم المتواصلة التغلب على الصعوبات في كيفية الدخول بالشخصية وأسلوب العرض.

المخرج المسرحي سامر أبو ليلي وهو المشرف الفني على العرض بين أن قصص العطسة تمحورت حول الصول وهو الشخصية المحورية التي حافظت على طابع التسلط بعد تقاعده عن الخدمة العسكرية فظل يتجول بين الأحياء والقرى لإلقاء القبض على الأشخاص المخالفين للقانون.

بسام فقش أحد الحضور نوه بأداء الممثلين الواثق والاسقاطات التي لامست الواقع خلال العرض وهو ما يعكس النهضة الحقيقية التي يشهدها المسرح بعد الأزمة ليعود كما كان متألقا ومميزا.

يذكر أن الفرق التي شاركت في الاحتفالية هي منتدى غسان كنفاني الثقافي والمسرح الجامعي وكنيسة مار أفرام وفرقتا اشبيلية المسرحية والمسرح القومي إضافة إلى طلاب معهد الثقافة الشعبية بحمص.

رشا المحرز ولارا أحمد