الشريط الإخباري

الحدائق العامة ملاذ للباحثين عن نزهة صغيرة تحت سماء دمشق

دمشق-سانا

تعتبر الحدائق العامة في دمشق ملاذا للباحثين عن رحلة استجمام في ربوع عاصمة الياسمين وتحت سمائها الزرقاء إما بقصد نيل قسط من الراحة بعد سير طويل أو للاستمتاع بأشعة الشمس المتسللة بين أغصان الأشجار في مثل هذا الوقت من السنة.

وفي جولة بالقرب من تلك الحدائق يكتشف الزائر هذا الرابط الكبير الذي يجمع بين السوري بشكل عام والدمشقي بشكل خاص والطبيعة ويلمس هذا العشق الكبير في تفاصيل الجالسين المستمتعين بروعة الاشجار وتنسيق الأزهار وضجيج أصواتهم وضحكاتهم تضيف سحرا من نوع خاص على هذه الأمكنة.

وتقول الطالبة رؤى محمد التي تجلس ومجموعة من أصدقائها في حديقة المنشية “إنها اختارت أصدقاؤها الجلوس في الحديقة للاستمتاع بأشعة الشمس وجمال الطقس في أحضان الطبيعة لأخذ استراحة قصيرة بين محاضراتها الجامعية”.

بدوره يعتبر أمجد الذي يجلس يوميا في نفس الركن من الحديقة ويتصفح الصحف اليومية “أنه لا يوجد متعة تضاهي ساعة الجلوس في أحضان الطبيعة وقراءة الصحف والاستمتاع بمنظر الحديقة والشوارع المحيطة بها وتأمل الناس ومراقبة أحوالهم على اعتبار أن الحدائق هي الرئة التي يتنفس من خلالها أهل المدينة هوائهم النقي وتتيح أمام اعينهم فسحة كبيرة من اللون الأخضر تدخل إليهم الراحة وسط ازدحام الناس والحركة العمرانية الكبيرة”.

ولم يتوقف السوريون يوما واحدا عن زيارة حدائق مدينتهم والاستمتاع بعبير الياسمين والتواصل فيما بينهم رغم الأزمة التي تمر بها سورية متحدين بذلك محاولات الإرهابيين إدخال الخوف الى قلوبهم فتراهم رغم قذائف الغدر يصطحبون عائلاتهم ويجلسون إما في حديقة عرنوس أو الجاحظ أو التجارة أو جورج خوري وغيرها.

ويقول السيد جوزيف 70 عاما في حديقة ساحة جورج خوري “إنه منذ بلوغه سن التقاعد يأتي يوميا مع رفاقه من نفس الفئة العمرية مصطحبين معهم لعبة طاولة الزهر ويجلسون في النهار في مثل هذا اليوم المشمس من الشتاء وفي الصيف عند غياب الشمس لتمضية الوقت والتسلية وتنفس الهواء النقي”.

ويتابع جوزيف أن المطر وحده وبرودة الطقس هما العائقان أمام انعقاد جلستهم الجميلة حسب قوله وهم ينتظرون أن تنقشع الغيوم وتعود الشمس للظهور ليأتوا إلى الحديقة بلهفة الأطفال ويستمتعون مجددا.

وبالإضافة إلى سحر الجلوس في الحدائق فإن فئة لا بأس بها من الناس اختاروا من الحدائق مكانا لممارسة رياضتهم الصباحية كالمشي السريع والجري فنجد الحدائق في الصباح تنبض بالناس بكل فئاتهم العمرية.

وتقول السيدة أليس أنها تأتي يوميا في الصباح الباكر هي وصديقاتها للمشي في حديقة التجارة قاطعة مسافة لا بأس بها وذلك نظرا لكون الحديقة واسعة وهادئة بعيدا عن ضجيج السيارات.

وتتابع أليس إن الحدائق خلقت حالة من الود والتآلف بين الناس الذين يصادفون بعضهم البعض فيها وهذا يعتبر نموذجا مصغرا عن طبيعة الشعب السوري ومحبته وتجانسه.

ولا ننسى أن حدائق دمشق مكان مميز لمواعيد اللقاءات بين الناس إضافة إلى إقامة الحفلات الموسيقية في الهواء الطلق ومعارض الرسم والنحت والتصوير الضوئي وغيرها.

كذلك تشهد الحدائق على حب السوريين لوطنهم وتعلقهم بأرضهم وبكل تفاصيل مدنهم ومعالمها الأثرية فنراهم يلتقطون الصور فيها دون ملل ويزينون بها صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ويكتبون أرق العبارات التي تعبر عن عشقهم الصادق لبلدهم الذي لن ينكسر مهما حاولت الدول المتآمرة علينا النيل منه.

مي عثمان

انظر ايضاً

إدارة الهجرة والجوازات تعلن عن بدء عودة الخدمة للعمل، وبدء إصدار الجوازات، واستكمال طباعة الجوازات التي كانت قيد الطباعة وإعادة جدولتها ضمن مواعيد جديدة