أنقرة-سانا
على صفيح ساخن ينتظر رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان استحقاق الانتخابات المحلية المرتقبة أواخر الشهر الجاري ويساوره القلق من خسارة حزبه “العدالة والتنمية” في المدن التركية الرئيسية والتي ستؤثر بصورة كبيرة على الوضع التركي اقتصاديا وسياسيا.
وفيما تسعى المعارضة التركية برئاسة حزب الشعب الجمهوري لإحداث خرق في جدار حزب العدالة والتنمية من خلال إمكانية الفوز بأكبر عدد من البلديات في الانتخابات وذلك للأهمية الكبيرة التي تتمتع بها البلديات في مستقبل الأحزاب وفرصها في الوصول إلى السلطة فإن أردوغان بدأ يواجه شبح امكانية خسارة حزبه للبلديات الكبرى باستخدام أساليب الترهيب والسجن والتنكيل والإساءة وتشويه الصورة ضد المرشحين المعارضين.
وسائل إعلام عالمية أشارت إلى أن أردوغان يخشى فعلا خسارته المدن الكبرى ولا سيما العاصمة أنقرة التي يحظى مرشح المعارضة فيها بفرص كبيرة للنجاح وتعزو ذلك إلى سياسات أردوغان الفاشلة التي أدخلت الاقتصاد التركي في حالة ركود منذ نهاية 2018 وارتفاع معدلات البطالة إلى مستوى قياسي خلال تسع سنوات كما شهدت البلاد أعلى معدل للتضخم.
عجز أردوغان عن تحسين صورة سياساته الداخلية والخارجية وخصوصا مع تعريته أمام الرأي العام العالمي لجهة دعمه الإرهاب في سورية والمنطقة وضعه في موقف ضعيف أمام الشعب التركي وأثار لديه المزيد من المخاوف من هزيمة محتملة في الانتخابات في ظل تدني شعبيته.
أردوغان يجيد “سياسة الصراخ” تعبير استخدمته إذاعة “آر إف أي” الفرنسية بوصف حملته الانتخابية فكان الأكثر دقة في التعبير عن واقع أردوغان السياسي الحالي الأمر الذي أشار إليه العديد من مسؤولي المعارضة التركية حين وصفوا أردوغان بأنه يقف كـ”المهرج” أمام التجمعات الشعبية وخصوصا مع إساءاته الشخصية لخصومه السياسيين من المعارضة.
وفي محاولة منه للهروب من مأزقه إلى الأمام أوعز أردوغان لسلطاته بشن حملة ملاحقة ضد مرشحي المعارضة للانتخابات حيث ذكرت وسائل إعلام تركية أن القضاء التابع للنظام التركي فتح تحقيقا عاجلا في أنقرة بحق مرشح حزب الشعوب الديمقراطي لانتخابات بلدية أنقرة منصور ياواش وبحق الرئيس المشترك للحزب سزائي تاماللي بحجج وذرائع واهية.
وتشير الوقائع إلى أن ياواش يتعرض منذ فترة لحملات إعلامية “عنيفة” من قبل الإعلام الموالي لأردوغان ويشارك في هذه الحملة أردوغان ومعظم المسؤولين بعد أن بينت جميع استطلاعات الرأي أن ياواش يتقدم على منافسه مرشح العدالة والتنمية أوز حسكي بما لا يقل عن 8 نقاط.
أردوغان لم يترك مناسبة أو تطورا محليا أو دوليا إلا واستغله في حملته الانتخابية ووصلت به الأمور إلى حد استغلال المذبحة التي جرت في نيوزيلندا مؤخرا لتسخيرها في حملته بوصفها جزءا من هجوم أكبر على “تركيا والإسلام” الأمر الذي اعتبرته المعارضة التركية محاولة للتأثير على الناخبين وتحريضهم قبيل الانتخابات حيث وصف رئيس حزب السعادة التركي تامال كاراموللا أوغلو حملة أردوغان الانتخابية بأنها “استفزازية وعدائية وخطيرة” منددا باستغلاله هجوم نيوزيلندا الإرهابي فيها.
وقال كاراموللا: إن “أردوغان لا يكتفى باستنفار كل إمكانيات الدولة وتسخيرها خدمة لحملته الانتخابية بل يتهمنا جميعا بالإرهاب وخيانة الوطن.. يبدو أن أردوغان قلق من النتائج المحتملة لانتخابات نهاية الشهر بعد أن أثبتت جميع استطلاعات الرأي أن مرشحي المعارضة سيفوزون في اسطنبول وأنقرة ومدن رئيسية أخرى”.
“السجن الكبير” توصيف أطلقه الأتراك على بلدهم مؤخرا لم يأت من فراغ فهذا البلد ضاق بأهله بعد أن أصبح التعبير عن الرأي في عهد أردوغان كفرا بالذات السلطانية يستوجب السجن إذ أن أردوغان سن القوانين التي تناسب سياساته وسلط أجهزة الأمن والشرطة سيوفا على رقاب الإعلاميين والصحفيين وحارب وسائل التواصل الاجتماعي وحظرها جميعها بعد أن كانت منابر تفضح مخططات وخفايا سياساته الرامية إلى دعم التطرف والإرهاب وتدمير الدول.
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب:
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم 0940777186 بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: