دمشق-سانا
تناولها عشرات الكتاب والمؤرخين في مقالاتهم ودراساتهم ووصفوها بأنها بناء معماري متكامل لتكون المدرسة العادلية أحد أعرق وأشهر المعالم الأثرية والثقافية في دمشق والتي يعود تاريخها لعام 1225 للميلاد.
الأهمية التاريخية للمدرسة العادلية وبنائها الأثري تكمن في طرازها المعماري الذي ينتمي للعمارة الأيوبية بدمشق واحتضنت عبر تاريخها المديد كبار العلماء والأدباء العرب قديماً وحديثاً من ابن مالك صاحب (الألفية) وابن خلدون ومؤرخ أبو شامة الذي ألف بين جنباتها (كتاب الروضتين في تاريخ الدولتين) إضافة إلى أنها كانت قبلة للمؤرخ ابن خلكان عندما الف فيها كتابه (وفيات الأعيان) وفي العصر الحديث أحمد شوقي وخليل مطران وحافظ إبراهيم ومحمد كرد علي وعمر أبو ريشة وشفيق جبري وآخرون.
تتكون المدرسة العادلية من طابقين وتضم قاعات واسعة وباحة كبيرة تتوسطها بحرة وهناك الزخارف والأقواس العربية التي تزينها وخاصة في القاعة التي تضم قبر الملك العادل شقيق صلاح الدين وفي داخل المدرسة تمثال لأبي العلاء المعري وضع ضمن خزانة تضم صمديات.
أما عن تقابل العادلية مع المكتبة الظاهرية فليس بمحض الصدفة بل لأن الشارع الذي تقع فيه كلتا المكتبتين صمم أساساً ليكون شارع المدارس.
مدير المدرسة العادلية الباحث أنور درويش أوضح في حديث لـ سانا أنه بدأ بوضع اللبنة الأولى لها نور الدين الزنكي وتوفي قبل إكمال البناء حتى جاء الملك العادل فتابع العمل على بنائها بطريقة أوسع وبنى المدرسة تكريماً للفقيه قطب الدين النيسابوري وابتدئ فيها التعليم عام 619 هجرية.
ويشير درويش إلى أن الملك العادل توفي قبل انتهاء بناء المدرسة فدفن في قلعة دمشق ثم أتم ابنه الملك المعظم بناء المدرسة ونقل جثمان والده إليها لتفتتح عام 620 هجري ولتحمل المكتبة اسمه.
واهتمت المدرسة العادلية باللغة العربية التي كان أغرم فيها الملك المعظم فاستقطب إليها أهم الأدباء وكان يوجد فيها سكن للطلاب وزارها كبار الشخصيات العلمية كما نزل فيها بالعصر الحديث العديد من الكتاب والأدباء.
ويؤكد درويش أن المدرسة العادلية تمتاز بالعمارة الأيوبية الصافية لا يدخلها أي زخرفات من عصور أخرى وتعرضت للهدم وللحريق لمرات عديدة أثناء هجمات التتر وفي كل عصر كان يتم ترميمها وبقيت مدرسة إلى نهايات زمن الاحتلال العثماني ثم استولى عليها أحد الأشخاص وجعلها منزلاً له.
ويضيف درويش: “قام مجمع اللغة العربية بدمشق لدى تأسيسه عام 1919 بإحياء المكتبة العادلية واتخذها والمتحف الوطني مقراً له حتى عام 1934 عندما انتقل لبنائه الحالي أما المجمع فظل فيها حتى ثمانينيات القرن الماضي”.
واتبعت المدرسة العادلية للمكتبة الظاهرية وأودع فيها قسم من الكتب لافتتاح عدد أكبر من القاعات وتخديم أوسع للقراء لتغدو مبنى متتماً ومكملاً للظاهرية حيث تم تقسيم المكتبة إلى أقسام ليتم التخديم بشكل أكبر.
ويذكر درويش أن العمل في المدرسة العادلية يرتكز حالياً كمرحلة أولى على أعمال تسجيل وترميم الكتب ريثما تفتتح المكتبة الظاهرية لتعاد إليها ليتم تقسيم الكتب بينهما.
شذى حمود
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب:
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم 0940777186 بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: