بائع الكتب: جميع العناوين تستهويني وأجد متعة في قراءتها

دمشق-سانا

يحمل أبو شيركو مكتبته الصغيرة وينطلق في ساعات الصباح الأولى عابراً أزقة دمشق القديمة وحاراتها الضيقة ليصل إلى المكان الذي أحبه سور جامعة دمشق حيث يعرضها بطريقة فنية مرتبة ويجلس على كرسيه حاملا بيده كتابا يطالعه .1

سانا المنوعة التقت عدنان وانلي البالغ من العمر 53 عاما والذي يعمل ببيع الكتب حيث حدثنا قائلا أنا هاوي قراءة أداوم على قراءة الكتب بغض النظر عن المحتوى أو العنوان حيث أن جميع العناوين والمحتويات تستهويني وأجد متعة كبيرة في قرائتها .

وأضاف وانلي أن بسطتي لها من العمرما يقارب السنوات العشر وأحيانا كثيرة يبحث الزبائن عني لأن لدي معرفة وخبرة بكل شيء يبحثون عنه فأنا أقدم النصيحة لهم لافتا إلى أن مكتبته الصغيرة تحوي كتبا متنوعة سياسية واقتصادية وفنون الطبخ والمشاكل الأسرية وأسس الزواج وروايات غرامية إضافة إلى كتب الطب والتشريح وروايات باللغتين الانكليزية والفرنسية وكتب تعليم اللغات .

وتابع وانلي أن أغلب مرتادي مكتبته الصغيرة من مختلف شرائح المجتمع الكبير منهم والصغير فجميعهم طلاب علم في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية والجمعية وكلهم يبحث عن حلول جاهزة إضافة إلى طلبة الجامعات ولاسيما طلاب علم النفس الذين تتنوع عناوين كتبهم ومصطلحاتها بين علم النفس الجنائي والتجريبي والذكاء الطبيعي والتقويم وغير ذلك من الكتب .3

وبين وانلي أن لدى الناس نظرة عامة بأن الكتب النادرة بالإمكان الوصول إليها عن طريق البسطات التي يطالعون من خلالها عناوين قديمة و جديدة كما يحظون بسعر أقل لافتا إلى أن أكثر ما يتم بيعه هو روايات تدغدغ مشاعر المراهقات بينما تعاني الكتب السياسية والتاريخية من ركود واضح وإهمال من نظرات المارة والمشترين.

وأوضح وانلي أن الانترنت أخذ وقت الشباب في هذا العصر حيث أنهم لا يمنحون نفسهم بعض الوقت لقراءة الكتب مع أن الكتابة أساس للقراءة مشيراً إلى أن القراءة الورقية في حالة سيئة جدا في ظل انتشار الكتب الإلكترونية كما أن ارتفاع سعر الكتب وتكلفتها والظرف الاقتصادي أدى بالناس إلى انتهاج طريقة تحميل الكتب من مواقع متخصصة على الإنترنت دون عناء البحث مطولا عنها ودون أدنى تكلفة مادية ولم يعد الطلب كبيرا على المجلات الأدبية كما كان قبل سنوات .

وقال وانلي أحيانا كثيرة يأتي المشتري وقد حفظ اسم الكاتب بشكل خاطىء أو نسي بعض الحروف منه وبمجرد ان يخبرني عن سطر أو جملة مميزة في الكتاب أحضره له مضيفا مكتبتي تضم مئات العناوين البعض اشتريته بنفسي والآخر تم اهداؤه لي ومنذ فترة بسيطة أهدتني طبيبة مكتبتها بالكامل لأنها ترغب بالسفر خارج البلد لإكمال دراستها .4
وأشار وانلي إلى أن بعض الكتاب المعروفين مثل احسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وغابرييل ماركيز وكايلو بولو يحظون بإقبال نسبة كبيرة من القراء .

وقال وانلي نحن نعيش في زمن تخضع فيه الأمور للكثير من المتغيرات ونلاحظ صفتين متجاورتين فيها السلبية والإيجابية وهذا ينعكس علينا كأفراد فنهوض الشخص أو الفرد يكون بالتزام الايجابية والابتعاد عن السلبية بالأمس حضر الانترنت وادعى البعض بأنه سيحل محل الكتاب لكن الكتاب سمع هذه المزاعم وظل صامتا صمته يعني الصمود لأنه على مر الزمن بقي كتابا والكتاب مهما تعددت المتغيرات يظل كتابا فيه عذوبة للمتلقي يلبي حاجاته أينما كان بينما الانترنت أو الكمبيوتر المحمول لا يستطيع تلبية الحاجات اليومية الكتاب أحمله أينما كنت واستطيع قراءته في أي مكان.

سكينة محمد