دمشق-سانا
عبر مشواره الفني الذي بدأ منذ ثلاثة عقود استطاع الفنان زهير رمضان أن يكون في الصف الأول بين فناني سورية فهو صاحب الشخصية الاستثنائية في أداء الأدوار الصعبة والمعقدة والحضور المميز في الكوميديا والقادر على سبر اغوار اصعب شخصيات البيئة السورية على تنوعها وغناها وهو الفنان المثقف ذو الرؤية الفنية المعبرة عن هوية الوطن الذي نال ثقة واحترام زملائه والوسط الفني والثقافي ما أهله ليكون اليوم نقيب فناني سورية.
وفي حديث خاص لسانا الثقافية قال الفنان زهير رمضان.. إن خطة عملنا القادمة تأخذ منحيين سياسي وطني ومهني فني يصبان بالمحصلة في مصلحة الوطن معتبرا أن تكليفه من قبل زملائه ليكون نقيبا للفنانين جاء معتمدا على خبرته في العمل النقابي لمدة ستة عشرة عاما.
وأضاف رمضان إن أداء نقابة الفنانين خلال سنوات الحرب الكونية على سورية لم يرتق على الاطلاق إلى مستوى طموح الشعب السوري والمأمول منها مقارنة بما يحظى به الفنانون برعاية من القيادة وحب من الناس.
ويرى رمضان أن النقابة نات بنفسها عما يحصل في البلاد منذ أربع سنوات ما جعل الاعمال الفنية تتراجع بشكل كبير وتسبب ذلك في تغيير نظرة الشارع السوري للفنانين بشكل سلبي.
ويشير نقيب الفنانين إلى أن الدعم الرسمي الذي يحظى به الفنانون في سورية ساهم بصورة أكيدة في انتعاش وازدهار الدراما مستعرضا جملة من القوانين الخاصة بالفنانين والتي ارتقت بمستواهم المعيشي والفكري انتهاء بقانون صندوق التعاقد رقم 51 الذي يكرم الفنان السوري ما يجعله يؤكد بأن نقابة الفنانين ستكون في المرحلة القادمة معبرة عن آمال وتطلعات السوريين.
وعلى الصعيد المهني يشير رمضان إلى وجود تراجع واضح خلال السنوات الثماني الأخيرة في صناعة الدراما فالمنتج على سبيل المثال لم يرتق الى مستوى الطموح من خلال المواضيع المطروحة والتقنية المستخدمة ما سيدفع بالنقابة للتحرك لرفع السوية الفنية للأعمال المقدمة حتى تليق بالجمهور السوري.
ولإعادة النقابة إلى دورها المتألق بحسب رمضان لا بد من إعادة اللحمة والحب لنقابة الفنانين كونها هي الحاصنة الاساسية للفنانين في سورية التي تمثل بيتهم ووطنهم الصغير والتي تقف معهم في كل شؤونهم وتعمل لتحسين حقوقهم وحمايتها.
وأشار إلى أن تراجع دور النقابة خلال السنوات المنصرمة اتاح لبعض الجهات أن تحل محلها وهذا يتطلب إعادة صياغة للعلاقات القائمة بين النقابة والجهات المنتجة والمستثمرة للعمل الفني سواء في الدراما أو في الموسيقا والغناء بالإضافة إلى الجهات الرسمية التي تتقاطع مهامها مع عمل النقابة من خلال فتح قنوات حوار وتعاون مع مختلف هذه الجهات الرسمية والخاصة.
وحول ما سماها الفوضى في العمل بالمجال الفني وخاصة الدراما يشير رمضان إلى دخول عدد من الممثلين غير الموهوبين ومن غير المنتسبين للنقابة بحكم العلاقات الشخصية مع الجهات المنتجة أو مخرجي هذه الأعمال فضلا عن ظهور مخرجين غير متخصصين أو نقابيين ما يسيء لصناعة الدراما السورية ويعكس حالة من التردي وهو بالتالي يؤثر على السوية الفنية لهذه الأعمال وبالتالي عدم تسويقها إلى جانب الحصار الذي تفرضه عدد من الفضائيات العربية على الدراما السورية.
ويؤكد نقيب الفنانين أن كل هذه المشاكل ستعمل النقابة على حلها وتداركها مع الجهات المعنية والوصائية لضمان حقوق الفنانين المنتسبين للنقابة ورفع سوية الفن السوري محذرا من أن النقابة سوف تحاسب كل عمل فني يقوم على الأراضي السورية ويسبب بخلل فني او يسهم بأي حالة تضر بالوطن وتعمل على إلحاق
أي ضرر به أما إذا كان هذا العمل خارج الأراضي السورية فليس للنقابة صلاحيات للتدخل غير أن الواجب يدعونا للتصدي له من خلال أعمال تبطل مزاعمه أو تقف بوجه ما يريد أن يحدثه من خلل.
واستغرب صاحب شخصية ابو جودت من أولئك الفنانين الذين باعوا وطنهم وذهبوا إلى أحضان الغرباء وبدؤوا يطالبون بتدخل الغريب فأولئك ليس له أي حق عند النقابة أما من يرغب بالعودة فالأبواب مفتوحة له دائما باستثناء من شارك في سفك الدم السوري واستبدل علم وطنه بعلم الانتداب معتبرا أن الشعب السوري اصدر حكمه بحقهم والتاريخ سيعاقبهم.
أما عن دور النقابة في النهوض بسوية الدراما السورية يقول نقيب الفنانين سنعمل على تنمية الوعي الثقافي والوطني والحسي في الأعمال الدرامية القادمة من اجل عدم الوقوف باتجاه واحد في طرح الأزمة كما فعلت بعض المسلسلات التي تناولت حالات الفساد الأخلاقي والاجتماعي ولم تتناول ظهور التنظيمات الإرهابية المسلحة وما خلفته من دمار وتخريب وقتل وتشريد ودور أمريكا والكيان الصهيوني في إنشائها وتمويلها.
ويضيف صاحب شخصية مختار أم الطنافس إن أي مسلسل لم توافق عليه لجان التقييم الفكري في سورية وتم إنتاجه في الخارج يشكل إصرارا في الإساءة إلى الشعب السوري وأي فنان ساهم في هذه الإساءة سوف يفصل من النقابة وسيحاسب.
ولا يجد نقيب الفنانين غضاضة من الاعتذار للشعب السوري حيال المرحلة الماضية ويقول نعدكم أن نكون مثل ما أحببتمونا وستجدون الحب مترجما بأعمالنا كنقابة فنانين عن طريق تدخل النقابة المباشر بالأعمال الدرامية حتى لا يتجرأ احد على لعب دور ليس له وحتى يكون الرجل المناسب في المكان المناسب وفي الاعتراف بالحاصلين على شهادات أكاديمية أو من تمنحه النقابة إذن العمل لديها.
وعن الخطوات المتخذة في هذا الإطار يلفت رمضان إلى أن النقابة عقدت مجموعة من الاجتماعات في هذا الصدد وعممت على كافة شركات الإنتاج وشركات صناعة السينما ومديرية الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني في سورية لتطبيق قوانين النقابة وعدم تجاوزها.
وعن سر نجاح وتفوق الدراما السورية طوال عقود يتحدث رمضان عن وجود أجيال متتابعة من الخريجين الأكاديميين الذين أثبتوا وجودهم وحققوا حضورا مميزا محليا وعربيا للدراما السورية التي اعتمدت دائما على كوكبة من الأسماء بعكس مثيلاتها العربية.
ويرفض نقيب الفنانين كلية وضع شروط وأفكار محددة لمن يريد تناول الأزمة دراميا قائلا أي شخص يريد ان يكتب عن الأزمة فليكتب ولكن المهم أن تكون سورية بين عيونه وليكتب ما يشاء.
وحول الاتهامات التي كيلت بحق مسلسل باب الحارة وبأنه أساء للسوريين ولعاصمتهم وتاريخها يوضح بان هذا المسلسل بات مؤسسة ونحن اليوم انتهينا من تصوير الجزء السابع منه وسوف يعرض في رمضان القادم والشارع العربي دائما مصر على مشاهدته مضيفا أن وجهة نظر الشارع العربي مختلفة عن وجهة نظر الشارع السوري حيال باب الحارة باعتباره يملك ثقافة عالية المستوى تتميز عن الشارع العربي عموما.
وتابع أن الجزأين الأول والثاني كان من إنتاج مؤسسة عاج السورية تمويلا وإنتاجا أما الأجزاء 3 إلى 6 من انتاج مؤسسة ميسلون التي يملكها المخرج بسام الملا حيث بدأ هناك تحول نوعي وقيمي وفكري في هذا المسلسل تطرقنا من خلاله إلى ما جرى على الساحة العربية من احداث ومنها ما هو وطني وقومي كالحرب على غزة إضافة إلى فضح العميل الذي يتعامل مع العدو لافتا إلى أن كل حلقة كانت تظهر جانبا إنسانيا ووطنيا وجميع الممثلين الذين شاركوا فيه وطنيون ويحبون بلدهم ولا يرضون أن يقدموا أي عمل يسيء إليها.
وعن جديده في مجال الدراما يكشف رمضان أنه بصدد تصوير مسلسل جديد بعنوان حارة المشرفة تأليف انور الدقر .
ويختم نقيب الفنانين حديثه بتفاؤله بمستقبل الدراما السورية التي ستحلق مجددا كما هو متفائل بإعادة سورية إلى القها من جديد.
يشار إلى أن الفنان زهير رمضان من مواليد اللاذقية تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل عام 1983 كانت أول مشاركة له في مسلسل شجرة النارنج شارك بعدها في العديد من الأعمال التي ناهزت المئة عمل درامي منها دمشق يا بسمة الحزن والشريد، والبديل والبحر ايوب والقصاص والفراري بطل من هذا الزمان وجواد الليل وعمر الخيام وورود في تربة مالحة والزعيم وسوبر فاميلي وضيعة ضايعة إضافة إلى مسلسل باب الحارة الذي حصد نسبة مشاهدة غير مسبوقة وأبدع خلاله بشخصية “أبو جودت” بنجاح كبير إضافة إلى أفلامه السينمائية منها رسائل شفهية /ليالي ابن آوى وغيرها.