المرأة في الفن التشكيلي… ملهمة للفنان ورمز للجمال والعطاء

دمشق-سانا

كانت المرأة وما زالت ملهمة للفنان ورمزا للجمال والأمومة والخصوبة والعطاء فشكلت مجالا واسعا للدراسة والبحث كأنموذج جميل ومتناسق يحوي قيما فنية جميلة ورمزية يلجأ اليها الفنان ليعبر عن ماهية الموضوعات الذاتية وينقل إحساسه للمتلقي.

تناول المرأة كعنصر تعبيري وجمالي ظهر منذ بدايات الفنون فكانت رمزا لكثير من الأساطير والآلهة كما اعتبرت أنموذجا مثاليا وجماليا حيث استخدم الانسان البدائي ما كان يحيط به من أدوات ومواد كي ينقش اولى مآثره ويحفر اولى ابداعاته حيث ترك لنا رسومات لامرأة جسدت بعض المفاهيم الجمالية ونحت لنا صيغة معينة لها مبتعدا عن التفاصيل.

وبينت التشكيلية لينا ديب الفوارق بين وجود المرأة في أعمال الفنانين في الشرق والغرب ففي الأول رسمت بأكثر الأشكال جمالا وروحانية وتعبيرا كما في مصر وفي الثاني بأكثر الأشكال مثالية في أوروبا كما في الفنين اليوناني والبيزنطي مشيرة إلى أنه على الرغم من الاختلاف في اشكال التعبير لكن الأنموذج الأمثل للمرأة ظل قديما كما هو الأكثر جمالا ومثالية.

وأصبح الأنموذج المثالي للمرأة بحسب ديب مسيطرا على اللوحات الفنية عبر العصور حيث حول بعض الفنانين التشكيليين المرأة العادية إلى أنموذج كلوحة الموناليزا لليوناردو دافنشي ولكن فيما بعد حاول فنانون آخرون تحطيم هذا الأنموذج بعد ادراكهم الفرق بين المرأة كأنموذج وكواقع.

وأشارت ديب إلى أن التطورات المختلفة التي مرت على المجتمعات أسهمت في تطوير نظرة واتجاه الفن إلى استقاء مصادره من الحياة ومن الوجوه الواقعية المختلفة الموجودة حتى تخلص الفن من المثالية ويصبح على صلة حقيقية بالحياة وهكذا بدأ الفن يبتعد عن التصوير المثالي للمرأة.

وفي القرن العشرين ظهرت الحركات الفنية أكثر تمردا على الصيغ الجمالية الموروثة والنماذج التقليدية التي تمثل المرأة فشن الفنانون هجوما على جميع النماذج التي تصور المرأة بجمالية ولكن بلا حياة أو علاقة بالواقع حيث بدأت رؤءية جديدة لتشكيل المرأة والتي تبحث بشكل متواصل لتحرير الفن من نزعاته المثالية.

وأوضحت ديب أن الحفر أصبح على أيدي كبار الفنانين التشكيليين قادرا على التعبير عن كل الصيغ الفنية كما لعب دورا مهما في تطور الفنون فظهرت أكثر الحركات ثورة على الصيغ الجمالية الموروثة أو النماذج التقليدية التي تمثل المرأة.

غير أن صورة المرأة في بعض الأعمال الفنية المعاصرة والتجارب الفردية زادت حدة الهجوم على التصورات المثالية للمرأة كما تبين ديب فتناولها البعض كجمالية مجردة من أي دلالة إنسانية والبعض استخدمها للتعبير عن الدعاية للمنتجات التجارية ولكنها تجد أن ذلك لم يؤثر على التوجه الفني العام مع وجود فنانين كثر رسموا المرأة للتعبير عن الموضوعات الاجتماعية والسياسية وللترميز للحرية والعطاء والأرض والخصب وظهر وعي جديد حل محل الصيغ التقليدية وتحققت عملية ربط الفن بموضوعات معاصرة أسهمت في رسوخ مفاهيم جديدة جمالية بعيدة عن المثالية ظهرت في الفنون المرتبطة بالصناعة على اختلاف أشكالها.

شذا حمود

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب:

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم 0940777186 بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

وزيرا الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات العامة يلتقون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة

أنقرة-سانا التقى وزير الخارجية أسعد الشيباني برفقة وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات …