الشريط الإخباري

مع عودة الأهالي إلى حقولهم.. انكشاف المزيد من وسائل القتل والتدمير التي خلفها الإرهابيون

محافظات-سانا

رغم إقفال الجيش العربي السوري ملف الإرهاب في مساحات واسعة على امتداد الجغرافيا السورية يتواصل ارتقاء الشهداء المدنيين جراء ما خلفه هؤلاء الإرهابيون من وسائل قتل وتدمير تمثلت بآلاف الالغام والعبوات الناسفة التي زرعوها في كل مكان يمكن أن تطأه قدم وعلى ناصية الطرق وفي الحقول وبين الأبنية والأشجار وفي الحدائق والأسواق تحت التراب وفوقه خلف الصخور وأمامها بصورة تكشف قذارة ما أتخمه مشغلوهم في عقول هؤلاء المرتزقة من أفكار ومعتقدات تتيح فقط بقائهم وفناء العالم.

وسعت التنظيمات الإرهابية ورعاتها منذ إعلان حربها على سورية إلى زرع كل وسائل القتل والارهاب تلك إمعانا منها ومن مشغليها في جرائمهم ضد السوريين لدب الذعر والخوف في نفوس الأهالي الذين تشبثوا بجذورهم رافضين ترك منازلهم وبلداتهم وأراضيهم ودفعهم للهجرة من جهة ولمنع من هجرهم الإرهاب من العودة إلى قراهم وبلداتهم التي حررها الجيش العربي السوري من جهة ثانية.

وربما يكون من أقسى ما واجهته الدولة السورية خلال حربها الطويلة ضد الإرهاب في كونها واجهت مئات من التنظيمات الإرهابية المختلفة بمشاربها ومشغليها والمتشابهة في سلوكها على الأرض والذي تجسد قتلا للبشر وتدميرا للعمران والحضارة حيث لم تخلف وراءها “أرضا محروقة” بكل ما يعنيه هذا المصطلح من معنى فقط بل أيضا خلفت فوضى عارمة على مستويات مختلفة لعل أبرزها ما يعانيه المدنيون حاليا من مخلفات تلك التنظيمات الإرهابية من ألغام ومفخخات وعبوات ناسفة وغيرها من وسائل القتل على امتداد المناطق التي كانت تحت سيطرة الارهاب وتم تحريرها لاحقا.

ويشير الخبير العسكري العميد المتقاعد علي مقصود إلى أنه بعد تطهير المناطق من التنظيمات الإرهابية بفضل بطولات الجيش العربي السوري عمل رجال الهندسة في الجيش على رفع المفخخات والألغام التي زرعها الارهابيون في الأراضي الزراعية والقرى باستخدام أجهزة متطورة قادرة على التعامل مع مختلف أنواع الألغام والمتفجرات ولاسيما تلك التي امتلكتها تنظيمات إرهابية ك/داعش/و/جبهة النصرة/والتي زرعت هذه الألغام بكثافة كبيرة وبشكل عشوائي حيث بقي بعضها مخفيا في أماكن متفرقة.

وتابع العميد مقصود في حديث لسانا.. ان حوادث متشابهة تكررت خلال الأيام القليلة الماضية في المنطقة المحيطة بوادي العزيب من تفجير ألغام أدت إلى استشهاد عدد من المدنيين من أهالي المنطقة وبالتدقيق بنوعية هذه الألغام يتبين انها ألغام وثابة يتم التحكم بها عن بعد أحيانا ومن الصعب التعامل معها محذرا من إمكانية تسلل عناصر تكفيرية إلى تلك المنطقة الواسعة والمتصلة بالبادية للاعتداء على المدنيين عبر استهدافهم بالألغام في مناطق عملهم وأثناء مرورهم بآلياتهم الزراعية.

ويرى مراقبون ان من أسباب استمرار ارتقاء الشهداء من المدنيين في المناطق المحررة من الارهاب بعمليات عسكرية أو التي تم تطهيرها عبر تسويات أفضت حينها الى نقل من لم يرغب في التسوية من ارهابيين الى الشمال السوري يعود بالدرجة الأولى الى الفوضى التي كانت تحكم تحركاتهم والهدف منها وعدم إمكانية التوصل الى معرفة خرائط انتشار الألغام كما جرت العادة إضافة الى نوعية الألغام والعبوات المستخدمة التي يعد بعضها من الأنواع الحديثة بتقنيات متطورة تساعد في اخفائها وترفع من قدراتها على التدمير والحاق الضرر بمن وما حولها.

ويوضح الخبير العسكري اللواء المتقاعد رضا شريقي أن الحوادث المتكررة التي تحصل بين الحين والآخر نتيجة انفجار ألغام ومفخخات من مخلفات الإرهابيين في المناطق التي تم تحريرها وآخرها ما شهدته اليوم منطقة وادي العزيب بريف حماة الشرقي تشير إلى وجود سببين يتمثل الأول بكثافة الألغام التي زرعها الارهابيون قبل اندحارهم ولم يتم التصريح بها او الوصول إلى خرائط تبين أماكن انتشارها كما جرت العادة أثناء إتمام تسويات معينة ويتمثل السبب الثاني بجهل السكان المحليين بكيفية التعامل مع الأجسام الغريبة وخاصة المعدنية بغياب التوجيه والمساعدة الفعلية لهم من قبل المختصين ووسائل الإعلام.

وارتقى عشرات الشهداء جلهم من الأطفال والنساء وأصيب المئات من المدنيين بجروح متفاوتة كما وقعت أضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة ومنازل الأهالي وحقولهم جراء انفجار العشرات من الألغام والعبوات الناسفة التي خلفتها التنظيمات الإرهابية بين الأبنية السكنية والمرافق العامة والحقول الزراعية على امتداد المناطق التي كانوا ينتشرون فيها قبل دحرهم من قبل الجيش العربي السوري واعادة الأمن والاستقرار اليها وعودة الأهالي لمواصلة حياتهم الطبيعية.