القدس المحتلة-سانا
تسود مدينة القدس العربية حالة توتر وغضب متزايدة جراء اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي الممنهجة على المدينة المقدسة وأهلها الفلسطينيين فقد أصيب عشرات الشبان المقدسيين بالرصاص المطاطي والاختناق فيما اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي عشرة آخرين خلال الليلة الماضية وسط تهديد الاحتلال بمعاودة اقتحام
المسجد الأقصى المبارك بشكل واسع اليوم والاعتداء على المصلين فيه وفرض قيود عليهم.
وأوضحت وكالة الصحافة الفلسطينية صفا أن جنود الاحتلال الاسرائيلي عند حاجز مخيم شعفاط شمال شرق القدس وفي عدة أحياء بالبلدة القديمة اعتدوا على شبان فلسطينيين انتفضوا احتجاجاً على ممارساتها القمعية بحقهم ما أدى إلى إصابة أكثر من 25 مواطناً بشظايا قنابل الصوت والأعيرة المطاطية فيما أصيب العشرات بحالات الاختناق جراء الغاز المسيل للدموع.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي عشرة شبان مقدسيين بينهم ثلاثة في حارة السعدية بالبلدة القديمة للقدس وثلاثة آخرين في جبل المكبر إضافة إلى اعتقال أربعة آخرين في مخيم شعفاط فيما نفذت حملات مداهمة موسعة طالت مختلف أحياء المدينة المقدسة 12 فلسطينيا ليصبح عدد الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال على مدى أسبوعين أكثر من 200 شاب.
وفي السياق أفاد مصدر أمني لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا بأن فتى فلسطينا من قرية الجبعة جنوب غرب مدينة بيت لحم أصيب بجروح جراء انفجار جسم من مخلفات الاحتلال.
وفي الضفة الغربية اغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدخل الرئيسي لقرية عابود شمال غرب محافظة رام الله والبيرة بالسواتر الترابية.
وأكد مواطنون من القرية في تصريح للوكالة أن “هذا الإغلاق يتسبب بمضاعفة معاناتهم الناجمة عن التوسع الاستيطاني المستمر على حساب أراضيهم الزراعية وسيحرمهم من الانتقال إلى رام الله مباشرة وسيجبرون على الذهاب إلى بلدة بيت ريما ثم المرور من مدخل قرية النبي صالح ليواصلوا المسير بعد ذلك صوب رام الله علما أن جرافات الاحتلال كانت اغلقت هذا المدخل الواقع بالجهة الشرقية من القرية”.
واستمراراً لاجراءاتها التعسفية والقمعية فرضت قوات الاحتلال قيوداً تمنع المقدسيين دون الأربعين عاماً من أداء صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى مستمرة بنشر المزيد من جنودها وقواتها في أنحاء شرق المدينة وخصوصاً في محيط الحرم القدسي والبلدة القديمة.
ويشهد المسجد الأقصى بشكل شبه يومي عمليات اقتحام وتدنيس تقوم بها عصابات المستوطنين الاسرائيليين وأعضاء كنيست ومسؤولون في حكومة الاحتلال وسط إجراءات وقيود مشددة على دخول المصلين إليه.
وكانت عصابات المستوطنين الصهاينة اقتحمت أمس بأعداد كبيرة المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال.
مفتي القدس يحذر من مخاطر إجراءات الاحتلال على مدينة القدس
في سياق متصل ، حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين من خطورة الأوضاع في مدينة القدس المحتلة في ظل تزايد الاقتحامات والممارسات الاستفزازية اليومية من قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسيين والمسجد الأقصى المبارك داعيا إلى “تحرك عربي واسلامي قوي وسريع يكون بمستوى ما تتعرض له المدينة المقدسة”.
وأكد الشيخ حسين في تصريح صحفي ان الاقتحامات المتكررة والتحركات التي ينفذها أعضاء كنيست إسرائيليون ووزراء بحكومة الاحتلال وعصابات مستوطنيهم للمسجد الاقصى تشكل عدوانا خطيرا بكل معنى الكلمة يطال كل مكونات المدينة المقدسة وأهلها وأحياءها وقراها إلى جانب الحفريات التي يقوم بها الاحتلال واستمرار المخططات الاستيطانية وتهويد المدينة .
ونبه خطيب المسجد الاقصى الى الانعكاسات الخطيرة لاستهداف المقدسات وقتل الأطفال والشبان وعمليات التصفية الميدانية التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي وقال إن” الكيان الصهيوني يشن حربا على المسجد الأقصى الذي يمثل رمزا عقائديا وتعبديا وهو القبلة الأولى ويريد أن يحرف الصراع السياسي إلى صراع ديني”.
وشدد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية على ضرورة إدراك الخطر الذي تتعرض له مدينة القدس المحتلة والأقصى المبارك آملا بأن يستمر ” الحراك العربي والإسلامي” ويتطور ليصبح بمستوى الخطورة التي تحدق بالقدس ومنع تكرار ما يحدث من مخاطر للقدس ومقدساتها.