دمشق-سانا
تناول أدوية دون وصفة أثناء الحمل والاكتفاء بالرضاعة الصناعية إضافة إلى اجبار الرضيع على المشي وعدم تعريضه لأشعة الشمس قائمة طويلة متهمة بتشوهات القدم عند الأطفال وبعيدا عن الأسباب يؤكد الأطباء ضرورة التشخيص المبكر لضمان نسب شفاء عالية.
اختصاصي أمراض العظام والمفاصل الدكتور طريف النميري قال لـ سانا الصحية: إن قدم الرضيع تضم 26 عظمة وعددا كبيرا من الأوتار والعضلات والأربطة والأعصاب والشرايين والأوردة لذلك فإنها تتأذى بسهولة لكنها أيضا تشفى سريعا في حال التدخل بالوقت المناسب والشكل الصحيح.
ورأى النميري أن الأمهات الجدد عادة ما يقلقون عند ارتفاع حرارة الطفل وتغير عادات أكله ونومه لكن غالبا لا ينتبهون لمشاكل القدم عند صغيرهم “حتى مراحل متأخرة” فضلا عن أن فحص حديثي الولادة في المشفى قد يكون “روتينيا وسريعا لا يكتشف هذه التشوهات”.
ويزيد خطر تشوهات القدم عوامل تبدأ من مرحلة التخطيط للارتباط والحمل حسب طبيب العظمية الذي نبه من زواج الأقارب والتدخين وتناول أدوية دون وصفة طبية بما في ذلك المسكنات والفيتامينات وخاصة خلال الأشهر الأولى للحمل.
ولفت الاختصاصي إلى وجود أسباب أخرى للتشوهات منها عوامل جينية ونقص فيتامين دال والكالسيوم عند الأم أو الطفل واعتماد الرضاعة الصناعية وعدم تعريض الصغير لأشعة الشمس.
كما حذر النميري الأمهات من إجبار الرضيع على المشي مقابل ترك مساحة مناسبة أمامه ليتحرك ومنحه الغذاء المناسب وتعريضه لأشعة الشمس.
وعن تشوهات القدم الأكثر شيوعا ذكر النميري خلع الورك الولادي وهو تشوه يحدث في المرحلة الجنينية نتيجة تشوه أثناء نمو الفخذ وليس كما يعتقد البعض بسبب طريقة ولادة خاطئة إضافة الى تقارب الركبتين أو تباعدهما وتقوس الساقين ودوران الكاحلين للداخل أو الخارج والتصاق أصابع القدمين والقدم المسطحة والفقداء.
وأشار طبيب العظمية إلى أن أغلبية التشوهات تشفى بجبائر وأجهزة بسيطة غير مؤلمة أو علاج فيزيائي وتمارين وتحقق نتائج جيدة اذا كان التدخل مبكرا أما اذا أهملت أو تأخر علاجها يكون التدبير غير مجد وصعب وقد يضطر الاطباء للجوء إلى العمل الجراحي.
وبين النميري أن جزءا كبيرا من مشاكل القدم والركبة والساق والحوض والظهر عند كبار السن سببه مشكلة بالقدم تعود للصغر ولم تحصل حينها على طرق علاجية تقويمية وفيزيائية أو جراحية مناسبة لذلك يجب البحث مبكرا عنها عند الأطفال لحمايتهم في المستقبل.
دينا سلامة