دمشق-سانا
بعد عامين على توليه الرئاسة في الولايات المتحدة يبدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مأزق مع تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها ليكون بين الرؤساء الأمريكيين الأقل شعبية.
تراجع أظهرته استطلاعات الرأي العديدة التي أشارت إلى أن سياسات ترامب الرعناء وضعته في موقع لا يحسد عليه وسط تصاعد خلافاته مع خصومه الديمقراطيين الذين يصرون على وضع حد لتفرده بالقرار ولا سيما ما يتعلق بالوضع الداخلي ومواضيع أخرى عديدة تخص موضوعات خارج حدود الولايات المتحدة.
استطلاعات الرأي تشير إلى تضاؤل حظوظ ترامب الذي خضع عام 2017 لفحص قدراته العقلية في الفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة عام 2020 نتيجة اتخاذه مواقف واتباع سياسات متناقضة وضعت الولايات المتحدة بحالة انقسام ولا سيما مع خسارة ترامب وحزبه مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي التي جرت في تشرين الثاني الماضي وسط دعوات بعض الديمقراطيين إلى عزل ترامب وتوجه العديد منهم لإعلان ترشحهم لمنصب الرئيس.
مسألة الإغلاق الحكومي التي تعد الأطول في تاريخ الإدارات الأمريكية والتي أدت إلى حالة شلل في قطاعات عديدة وطالت ملايين الأمريكيين شكلت أحدث الأزمات التي تسببت بها إدارة ترامب مع إصرار الأخير على تمويل إقامة جدار فاصل على الحدود مع المكسيك بقيمة أكثر من 5.6 مليارات دولار.
ورغم إعلانه أمس التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الكونغرس ينص على وقف الإغلاق الحكومي لثلاثة أسابيع ما يزال ترامب يهدد بإغلاق طويل ما لم يتم التوصل إلى “اتفاق عادل” بحلول الـ 15 من الشهر المقبل بخصوص إقامة الجدار متوعداً بإعلان حالة الطوارئ على حدود الولايات المتحدة.
ووفق استطلاع للراي اجرته جامعة هارفارد بالتعاون مع شركة أبحاث “هاريس انسايتس اند اناليتكس” ونشره موقع “ذا هيل” الأمريكي قبل أيام فإن 36 بالمئة فقط من الناخبين سيصوتون لمصلحة ترامب في وقت كان استطلاع للرأي أجري بالتعاون مع 170 من الخبراء السياسيين حول تقييم أداء الرؤساء الأمريكيين كشف أن ترامب كان الأسوأ بين جميع الرؤساء.
ترامب سيتعرض وفق استطلاع لشبكة “سي إن إن” للهزيمة بسهولة في حال قرر خوض انتخابات الرئاسة عام 2020 من قبل ثلاثة مرشحين محتملين من الحزب الديمقراطي هم نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن الذي سيتقدم عليه وفق الاستطلاع بنسبة 40 إلى 70 بالمئة أو بيرني ساندرز بنسبة 42 إلى 55 بالمئة أو الإعلامية أوبرا وينفري بنسبة 42 إلى 51 بالمئة.
سياسات ترامب التدخلية بشؤون الدول المستقلة لعبت أيضاً دورها في هبوط شعبيته فإدارته لا تجد رادعاً أخلاقياً أو قانونياً عندما تتبنى معايير مزدوجة في التعاطي مع قضايا الإرهاب والتطرف والعمل على محاولة قلب أنظمة الحكم التي ترفض سياسات الهيمنة الأمريكية وتتمسك بالقوانين الدولية التي تمنع تدخل أي دولة بشؤون دولة أخرى ذات سيادة.
ولعل أحدث سياسات إدارة ترامب الرعناء تماديها وتدخلها السافر في شؤون جمهورية فنزويلا البوليفارية في محاولة لقلب نظام الحكم الرافض للهيمنة الأمريكية بعد فشل مخططاتها في المنطقة ولا سيما في سورية.
سياسات ترامب العدائية تجاه إيران وفرضه اجراءات اقتصادية قسرية على طهران وافتعاله حرباً تجارية مع الصين عادت بالضرر على الاقتصاد الأمريكي وفق مجلة “فورين بوليسي” التي قالت: “إن الحرب التجارية التي يشنها ترامب على الصين أضرت بالفعل بالمزارعين والمصنعين الأمريكيين والآن تهدد قطاعاً يشهد ازدهاراً وهو صادرات الطاقة”.
ومن اللافت أيضاً تنصل ترامب من المعاهدات والاتفاقيات سواء الدولية منها أو الثنائية ضارباً عرض الحائط بالمواثيق والعهود التي وقعت عليها واشنطن وأعلنت الالتزام بها.
فمنذ تسلمه مهامه أخرج ترامب واشنطن من اتفاقيات ومنظمات متعددة الأطراف مثل معاهدة التبادل الحر لآسيا والمحيط الهادئ ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” والمعاهدة الدولية حول الهجرة فضلاً عن تنصله من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى الموقعة مع موسكو عام 1987 واتفاقية المناخ والاتفاق حول الملف النووي الإيراني.
دليانا أسعد
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب:
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم 0940777186 بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: