حمص-سانا
باتت النشاطات الثقافية المتنوعة في مدينة حمص شكلا من أشكال انتصار المدينة بنسيجها الاجتماعي والثقافي على الإرهاب حيث لم يغب جمهور المدينة على مختلف أعماره عن حضور الفعاليات الموسيقية والمسرحية والشعرية والأدبية والسينمائية إضافة لنشاطات الأطفال.
وأكد مدير الثقافة بحمص حسان اللباد في تصريح لمراسلة سانا أنه مع تعافي حمص من الإرهاب سارع أهلها إلى عودة انعاش الواقع الثقافي من خلال تكاتف جميع الفعاليات الرسمية والشعبية والمحلية والأهلية للنهوض بالثقافة ولتغدو أقوى مما كانت عليه.
وبين اللباد أن العمل الثقافي واستمراريته يحتاج إلى وضع خطط واستراتيجيات واضحة المعالم تؤدي إلى بناء ثقافي هادف أهمها إقامة دورات لتأهيل العاملين في المديرية في مجالات تقنيات الصوت والإضاءة وتشكيل فرقة مسرحية وموسيقية خاصة بمديرية الثقافة وتفعيل المجمع الثقافي وكل أقسامه ومراكزه في حي الشماس وإعادة تأهيل المراكز الثقافية المتضررة وخاصة في الريف الشمالي لإيجاد حالة ثقافية شاملة على مستوى المحافظة كاشفا أنه تتم حاليا دراسة إمكانية إقامة مهرجان خاص بمديرية الثقافة بعنوان “جوليا.. دومنا”.
بدورها ذكرت مديرة مسرح دار الثقافة “لما الطباع” أن المسرح يفتح أبوابه يوميا لمختلف الفعاليات من موسيقا ومسرح ورقص وغناء حيث يتجاوز عدد الحضور اليومي لتلك الفعاليات اكثر من 800 شخص من الكبار والصغار مشيرة إلى أن العاملين في المسرح يعملون لتقديم العروض بشكلها الأمثل منطلقين من أهمية هذه النشاطات لاستمرارية الحالة الثقافية الحضارية.
كما عبر الكاتب المسرحي “فرحان بلبل” عن سعادته بالحراك الكبير للفعاليات الثقافية التي تقدم في حمص معتبرا أن الثقافة هي حالة إبداعية غير متوقفة ومتطورة مع تطور الحياة في جميع المجالات لكونها تسهم في تقدم المجتمعات وتجمع الناس وتوجد حالة من التلاقي بين المثقفين والأدباء والفنانين.
الفنان التشكيلي “اميل فرحة” قال: “لم تنقطع الحالة الثقافية في حمص رغم توقفها خلال سنوات الحرب فبقي الناس على تواصل فيما بينهم داخل أحيائهم لتبقى الثقافة حية بدليل افتتاح المراكز والنوادي الموسيقية والثقافية لحماية شبابنا وأطفالنا من الفكر الظلامي”.
وكان لبعض الجمهور المواظب على حضور الفعاليات رأي حيث قالت نبال العيسى: ليس بغريب عن مدينة حمص هذا الحضور الثقافي المنوع ففي كل فعالية صباحية كانت أو مسائية يشهد مسرح دار الثقافة حضورا كثيفا ولمختلف الأعمار.
ويصر عبد الرحمن الخليل في كل نشاط للأطفال على أن يحضر أطفاله لمشاهدة ما يقدم لتكريس عادة حضور الفعاليات لديهم وشدهم للحالة الثقافية المتنوعة التي تسهم في تهذيب سلوكهم وتنمي شخصيتهم.
يذكر أن العام الفائت شهد تقديم نحو 400 فعالية على مسرح دار الثقافة بحمص لوحده.
مثال جمول