دمشق-سانا
الخياطة مهنة بدأت من الإبرة والخيط وصولا إلى أضخم ورشات ومعامل الخياطة التي تضم آلاف العمال وفي خضم ما طرأ على المهنة من تطورات يحاول عدد من الخياطين القدامى إيجاد مكان لهم واللحاق بركب التقدم.
قال الخياط رشيد هواري لنشرة سانا المنوعة أنه يعمل في مهنة خياطة البدلات الرجالية منذ خمسين عاما ووصل عمله إلى الذروة في الإربعينيات قبل انتشار معامل الألبسة الجاهزة حيث كان قلة من السوريين يفضلون الملابس الجاهزة عن تفصيلها لدى الخياطين ولكن اليوم انقلبت الموازين وتقلص عمل الخياطين ولم يبق منهم إلا القليل ممن لديهم زبائن من نخبة المجتمع.
وأضاف هواري أنه أراد الحفاظ على مهنته فسلك مسارا جديدا في مهنته وهي تصليح الالبسة فوجد إقبالا عليه من سكان حيه القيمرية في دمشق القديمة الذين كان يخيطون عنده ملابسهم قبل انتشار واتساع ورشات ومعامل خياطة الألبسة التي أغرقت الأسواق مواكبة لمتطلبات العصر.
ولفت هواري إلى أن أكثر الخياطين القدامى قد حذوا حذوه من خياطة الألبسة إلى تصليحها ليستطيعوا تدبر معيشتهم فكثيرا من زبائنه يشترون ملابسهم من الأسواق لكنهم يحتاجون إلى لمسته التي يصلح بها مقاس الألبسة الجاهزة التي اشتروها لتصبح على مقاسهم.
وختم هواري أنه ما زال يحتفظ بآلة الخياطة القديمة ومقصاته وأدواته التي يعتبرها جزءا مهما من حياته لأنه اتقن مهنته عماد حياته و يصر على الاستمرار فيها و ما زال يعطيها من خبرته ما استطاع حاله كحال الكثير من الخياطين القدامى.