الشريط الإخباري

الطوفان.. عمل مسرحي يتناول قضايا المنطقة بأسلوب كوميدي ساخر

اللاذقية-سانا

تتناول مسرحية الطوفان التهديد الذي يشكله الإرهاب على المنطقة العربية ككل وفشل الدول العربية في التعامل مع هذه الظاهرة من خلال قصة قرية تتعرض لخطر الطوفان حيث تختلف آراء أبناء القرية في كيفية درء هذا الخطر.2

وجسد أبطال فرقة اليسار المسرحية شخصيات العمل المسرحي في عرض تجريبي أول على مسرح دار الأسد للثقافة بحضور جماهيري واسع حيث أشار مخرج المسرحية نضال عديرة في حديثه لنشرة سانا الشبابية إلى أن العمل مرشح للعرض في عدة مهرجانات متخصصة كمهرجان الشباب الذي يقيمه اتحاد شبيبة الثورة في الشهر الجاري إضافة لمراسلته مهرجانا مسرحيا في الجزائر لعرض العمل هناك.

واعتبر أن تقديمه للجمهور يعد اختبارا حقيقيا لممثلي الفرقة وكيفية تعاملهم مع النص بالإضافة إلى التقنيين العاملين في المجال الفني.

ويقول “أعتقد أن النص الذي ألفه الكاتب المسرحي السوري جوان جان يصلح لكل زمان ومكان فالطوفان يمثل أي تهديد تعرضت له المنطقة العربية كوجود كيان الاحتلال الإسرائيلي والمؤامرات المختلفة بالإضافة إلى الإرهاب الذي بدأ يتغلغل بعدد من دولها لكن الدول العربية كعادتها تنسى المشكلة الأساسية أو تتجاهلها لفترة طويلة حتى يجرفهم الطوفان جميعا”.

ويتناول العرض مشكلة الطوفان في إطار كوميدي ساخر لأنه الأكثر قدرة على الرسوخ في الذهن وتتميز المسرحية بتنوع الشخوص التي اعتلت الخشبة لتقدم نماذج مجتمعية لها دلائل يحملها العمل ككل فالمختار والآغا وشيخ القرية وأستاذ المدرسة ورئيس الجمعية الفلاحية ورئيس المخفر وغيرها من الشخصيات كان لها أثر سيء في درء الطوفان القادم إلى قرية تل الدهب المكان الذي تجري فيه أحداث العمل حيث يرى المخرج عديرة أن المسرحية تجسد صراعا بين أطراف ترى أن وجهة نظرها صحيحة وتتمسك بها حتى النهاية.

ولفت عديرة إلى “أنه عمل على إضافة شخصيتين إلى النص هما الشاب والشابة المتحابان فالحبيبة لديها وعي كبير بما يجري حولها وأن الأطراف المجتمعة لن تقدم أي حل بينما الشاب لديه إيمان بأن الحل لديهم وأنهم قادرون على درء الطوفان في إشارة إلى الشارع العربي والخلاف الحاصل فيه حول كيفية التصدي للإرهاب الذي يجتاح المنطقة”.

ويتابع مخرج العمل “أن اتحاد شبيبة الثورة هو الداعم الأساسي للعمل الذي استمر لساعة واحدة” مضيفا “قمت بمعالجة النص بطريقتي الخاصة ليتميز عن غيره من العروض التي قدمت مسبقا للعمل نفسه وجربت حلولا إخراجية للهروب من الإطالة في الكلام والسردية كما أن كاتب المسرحية أعطى لكل شخصية عمقها الداخلي ويعتبر النص من نوع السهل الممتنع الذي يحتاج طريقة خاصة في الإخراج”.3

وقال عديرة “حاولنا إرسال رسالة حول الموقف الصحيح الذي يجب أن تتبناه الجماهير للتصدي للإرهاب فالمسرح يلعب دورا تثقيفيا تنويريا مهما ولا سيما في الأزمات وقد عملت إلى التنقل من مشهد إلى آخر لتصوير عدة أماكن عامة بالإضافة إلى الموقع الأساسي للاجتماعات ألا وهو مضافة المختار التي يحتدم فيها الصراع”.

من جهته تحدث حسام اسماعيل عن دوره في العمل حيث جسد شخصية المختار وهو واحد من وجهاء القرية الذين لعبوا دورا سلبيا في الأحداث، مبينا أنه أراد تقديمها بشكل معاصر بعيد عن الأسلوب النمطي الذي اعتاد عليه الناس لتكون محببة للجمهور رغم سلبيتها.

وأكد أن النص صعب بشكل عام نظرا لكثرة شخوصه والحاجة لتوزيع الأدوار بشكل جيد بين الممثلين على الخشبة الأمر الذي تم حله بالتمرين والبروفات التي استمرت لأكثر من شهرين قبل العرض التجريبي.

أما نجاة محمد فقدمت دور مديرة المدرسة التي تأتي كبديل لمدير سابق وتتعرض للكثير من المضايقات من جميع رجال القرية بطريقة مباشرة وغير مباشرة.

وتقول “حاولت توظيف أدواتي كممثلة للتعامل مع الدور الذي يحتاج لضبط إيقاع معين نظرا لهدوء الشخصية ورزانتها بالإضافة لحاجتها لمهارة في التعامل مع الشخصيات الأخرى لكن وجود أريحية في التواصل مع بعضنا كفريق جعلنا ننجح في تجاوز جميع المعوقات التي كانت بسيطة”.

بدورها أشارت روز سعيد رئيسة مكتب الأنشطة الفنية في فرع اتحاد شبيبة الثورة في اللاذقية إلى الدلالات العميقة التي يقدمها العمل والتي تنعكس على واقعنا السوري والعربي كما أن واقعية النص تساعد في إيصال الرسالة المطلوبة منه.

وقال الموسيقي أحمد حمودي “إن العمل يقدم مواهب شابة دخلت مرحلة الاحتراف” لافتا إلى أن المسرحية لعبت دورا أساسيا لنقل صورة أوضح عما يجري في المجتمع فالعين قادرة على ترسيخ الأفكار في الذاكرة بشكل أكبر.

وأشار إلى الحوار البناء الذي ساد العمل وأهمية ما أضافه الممثلون من عطاءاتهم وإبداعهم ليخرج بالصورة الأمثل.

يذكر أن فرقة اليسار للفنون المسرحية تأسست عام 2000 وهي من الفرق المسرحية التابعة لاتحاد شبيبة الثورة في اللاذقية وجمعية شباب للفنون وتضم عددا كبيرا من الهواة والمحترفين وتقيم عددا من دورات إعداد الممثل بشكل دوري لاختيار ممثلين جدد لضمهم اليها وتعمل الفرقة حاليا على عدد من الأعمال الفنية

التي رشح أحدها الرقص على الوتر للمشاركة في مهرجان مسرحي بدولة الإمارات العربية المتحدة كما تقدم مسرحية السندباد في إطار المسرح الجوال بالتعاون مع طلائع البعث والتي من المقرر أن تقدم في عدد من المحافظات.

ياسمين كروم

انظر ايضاً

عملية طوفان الأقصى تدخل يوماً جديداً.. أبرز التطورات

القدس المحتلة-سانا أبرز تطورات عملية (طوفان الأقصى) التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية