اللاذقية-سانا
يسعى معرض الكتاب المستعمل الذي أطلقته مكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية بداية الاسبوع الحالي لإتاحة الفرصة لمشاركة الكتب الفائضة عن حاجة أصحابها وفسح المجال للآخرين للاستفادة منها بحيث يتم طرح هذه الكتب بأسعار مخفضة جدا يصل الحسم فيها لأكثر من خمسين بالمئة عن الأسعار الموجودة في السوق ليعود ريع هذه الكتب لصالح المكتبة وأنشطتها المتنوعة .
ويستقبل المعرض زائريه في مقر مكتبة الأطفال العمومية في /دار الأسد للثقافة/ يومي السبت والاثنين من كل أسبوع من الساعة الحادية عشرة صباحا حتى الثانية ظهرا وهو معرض دائم يمكن لأي شخص ان يشارك بالتبرع بكتب تتضمن قصصا وعناوين هادفة تفيد الأطفال بمختلف شرائحهم بالإضافة إلى الكتب المخصصة للكبار.
وفي حديث لنشرة سانا /سياحة ومجتمع/ قالت /عدوية ديوب/ المديرة التنفيذية لجمعية مكتبة الأطفال ان إطلاق المعرض يصب في عمل المكتبة في تعزيز القيم والسلوكيات الصحيحة لدى الأطفال اجتماعيا ومعرفيا تجاه المحيط من خلال تعميق مفهوم إعادة استعمال الأشياء مما يتيح المجال للحفاظ على الموارد البشرية
والبيئية ولاسيما ان الأزمة السورية كرست مفاهيم جديدة في إيجاد بدائل سليمة تعزز إعادة التدوير والاستفادة من كل ما هو متاح لافتة الى ان المكتبة نفذت مع الأطفال لوحات فنية من بقايا قماشية وكانت تجربة ناجحة زرعت في نفوسهم مفاهيم وسلوكيات جديدة.
واكدت ان المكتبة جاهزة للتشبيك والتعاون مع مختلف الجهات والموءسسات التي يمكن ان تثري هذه الفكرة وتغنيها وتتقبل أي فكرة او مقترح يساهم في دعم أنشطة المكتبة ومشاريعها بما يغني العمل المعرفي والسلوكي لدى الأطفال.
بدورها اشارت المهندسة /عبير عمران/ منسقة الأنشطة في المكتبة الى الدور الذي يلعبه معرض /الكتاب المستعمل/ في تعزيز وتنمية التشاركية بين الأسر وجمعية مكتبة الأطفال بالإضافة لتشجيع الأطفال أنفسهم على الانخراط في الأداء التطوعي البناء مما يدفع الطفل للمحافظة على كتبه ورواياته وقصصه لتبقى صالحة للاستعمال من قبل أطفال آخرين يمكن ان تصبح ملكا لهم في يوم من الأيام بعد ان يتبرع بها الطفل بكل رحابة صدر .
وتتابع //نستقبل التبرعات لجميع الكتب المستعملة بمختلف عناوينها الصالحة لشريحة الأطفال دون قيد او شرط مع استعدادنا لترميم ما هو تالف منها وقابل للإصلاح لتخرج بالشكل اللائق للعرض حيث ستطرح هذه الكتب بأسعار مخفضة بشكل كبير عن أسعار السوق مما يتيح الفرصة للأطفال ليكون لديهم مكتبتهم الصغيرة في البيت و يدفع لتنمية عادة القراءة لديهم ولدى أسرهم نظرا لاستعدادنا لاستقبال كتب تهم الكبار أيضا والدعوة مفتوحة لجميع المهتمين من الأفراد والموءسسات لدعم هذا المشروع البعيد المدى في الأهداف والطموحات//.
وأوضحت /عمران/ ان التفاعل مع هذا المعرض كان لافتا منذ اليوم الأول لافتتاحه في المكتبة حيث وصل عدد الكتب التي تبرع بها المهتمون لأكثر من 51 عنوانا تم بيع 24 كتابا منها خلال ساعات قليلة من انطلاق المعرض مما يدل على رغبة الناس وحاجتهم الفعلية لاقتناء ما هو مفيد لأطفالهم .
أما /ديالا شعبان// مشرفة ضمن معرض الكتاب المستعمل/ فاكدت أن اطلاق المعرض بداية مشجعة لخطوات لاحقة ستكون فعالة في تفعيل القراءة كعادة سلوكية لدى الأطفال ولاسيما ان المتبرعين قدموا افضل ما لديهم من عناوين لاغناء المعرض الذي تم الإعلان عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي /الفيسبوك/ وعن طريق المكتبة نفسها مشيرة لضرورة توسيع العناوين لتشمل الكبار بشكل مساو للاهتمام بالأطفال ولاسيما في العناوين التي تخص التعامل مع الطفل سلوكيا وتربويا .
وذكر الطفل /زين العابدين ناصر// 11 عاما/ انه تحمس بشكل كبير للتبرع بكتبه التي تناسب الاطفال الاصغر عمرا ليستفيد منها أطفال آخرون لم تساعدهم ظروفهم على شرائها.
واضاف //سمعت والدتي تتحدث عن الفكرة التي استهوتني بشكل كبير وخاصة ان الأطفال يحق لهم المشاركة والتبرع مما يعطينا فرصة للتعاون والانخراط في عمل اجتماعي مفيد وقد أخبرت أصدقائي عن المشروع وتحمسوا بدورهم للمشاركة والتبرع بما لديهم من قصص وروايات وكتب مفيدة //.
من جهتها أشارت /يارا شحرور/ الى أنها ستترك الخيار لأطفالها لشراء الكتب التي تعجبهم لأنها تثق بالمكتبة والمعرض الموجود فيها وبأنه سيطرح بالتأكيد نوعيات تناسب الأطفال لافتة الى انها اعتادت على استعارة الكتب من المكتبة العمومية ليقرأها الأطفال في البيت لتعيدها فيما بعد لكن وجود المعرض الذي يطرح
كتبا مخفضة السعر يتيح المجال للتوجه نحو الشراء والاحتفاظ بهذه الكتب.
واعتبرت / شحرور/ ان وجود مكتبة في البيت أصبح أمرا ضروريا في هذا العصر الذي نعيش فيه والذي يحتم علينا العودة للكتاب والقراءة كعادة صحية تثقف الجيل الناشئ وتربي فيه حب الاطلاع والمعرفة .
ياسمين كروم