دمشق-سانا
يعمل منذ نحو عشرين عاما في رسم ونقش الايقونات النحاسية بطريقة الحفر بالقلم وأعماله زينت جدران مختلف كنائس دمشق وريفها لتحكي عن قصة إبداع وفن تتعانق مع روح القداسة إنه الأب بشار قرة الذي لم يوقف عمله كراعي كنيسة حبه لهذه الهواية التي يعشقها منذ صغره ومتعة العمل لا تزال تستهويه كشاب في العشرين.
وفي هذا الإطار يقول الأب قرة لنشرة سياحة ومجتمع “إنه يقوم برسم الايقونة مباشرة على النحاس بأنواعه وألوانه ومن ثم يبدأ عملية حفر النقوش بوساطة القلم” مشيرا إلى أن مقاس اللوحة وكثرة الخطوط فيها هي التي تحدد المدة الزمنية التي تستغرقها.
ويتابع الأب قرة أنه يمارس هذه الهواية في وقت الفراغ فقط لعمله ككاهن كما يقوم أيضا بتدريس مادة الديانة في احدى المدارس الخاصة.
وحول أعماله يقول الأب قرة “إن أشهر أعمالي وأضخمها ايقونة سيدة اللقاء التي تعتبر أكبر ايقونة بيزنطية كنسية في العالم مشغولة في فترة زمنية قصيرة لا تتعدى عشرة اشهر وهي تتكون من 114 لوحة نحاسية للسيدة العذراء مجتمعة في لوحة واحدة بمساحة تقارب 50 مترا مربعا فيها أعمدة نحاسية يدوية”.
ويتابع الأب قرة أنه قام بنقش كل لوحة على حدا بألوان جمعت بين النحاس الاصفر والاحمر ثم جمعها معا ولصقها على الجدار وبعد ذلك قام بحفر أربعة أعمدة لتحيط باللوحة كالإطار لتبدو وكأنها لوحة واحدة وهي موجودة الآن في دير /مار توما /في صيدنايا .
ويشير الأب قرة إلى أن ” سبب تسمية الايقونة /بسيدة اللقاء/ لكونها تجمع لوحات صغيرة في لوحة واحدة من جهة ولكون عدد لوحاتها يطابق عدد ايات القرآن الكريم ما يعتبر نموذجا رائعا للتالف الديني الذي لطالما عاشته سورية عبر العصور “.
ولفت الأب قرة إلى أن اللوحة التي ساعدته زوجته وتدعى /ليديا/ في رسمها على النحاس لا تزال قيد الدارسة لإدخالها في كتاب غينيس للأرقام القياسية مشيرا الى ان اللوحة تم افتتاحها بحفل رسمي بحضور رجال الدين المسيحي والاسلامي منذ أربعة أعوام.
وفيما يتعلق ببقية أعماله يتابع الأب قرة أنه قام بنقش ايقونة تعتبر جزءا من باب كنيسة /مار جريس الباب الشمالي / بالنحاس الاحمر وهي ايقونة يوحنا الدمشقي50 ضرب80 سم وايقونة نحاسية نافرة حمراء بنفس القياس تعتبر جزءا من الباب الغربي لكنيسة /جاورجيوس المظفر/ في جديدة عرطوز .
ويتابع الأب قرة أنه قام بنقش ايقونة بنفس مقاسات الايقونات السابقة زينت احدها الباب الرئيسي لكنيسة مار تقلا في داريا مدينته التي ولد ونشأ وترعرع فيها ويأمل اليوم ان يعود اليها بعد ان هجرته المجموعات الارهابية المسلحة من منزله وكنيسته التي كان يخدمها وذلك بعد اعادة الأمن والاستقرار اليها بهمة سواعد الجيش العربي السوري.
وأشار الأب قرة الذي لم تمل يداه يوما من الحفر على النحاس الى ان هذا عمله هذا يزيد تأمله منذ كان راعيا في كنيسة /مار تقلا/ في داريا قبل الازمة وحتى انتقاله الى بلدة صحنايا والعمل كاهنا في كنيسة /النبي الياس الغيور/ في البلدة.
وقام الأب قرة بنقش عدد كبير من الايقونات لا يعلم هو نفسه عددها وأيقوناته التي تفنن في رسمها ونقشها زينت الكثير من الكنائس في سورية والعالم حيث مزج في بعض أعماله بين فن الرسم بألوان ترابية مع النقش معا فبدت وكأن الاجساد حقيقية نافرة الايدي والاقدام وهي موجودة في كنيسة مار تقلا في داريا وايقونة أخرى بألوان مستحدثة موجودة في فنزويلا /فالنسيا / اضافة الى ايقونسطاس قام برسمه واربع أيقونات رسمها بألوان ترابية موجودة في تشيلي.
وقام الأب قرة بنقش ايقونة موجودة الان في قرية الجويخات في وادي النضارى بطول ثمانية أمتار وايقونة للقديس يوحنا الذهبي الفم المنقوشة على نحاس أحمر بلص يدوي بقياس 80 ضرب100سم وهي واحدة من أجمل الايقونات وتشكل جزءا من الباب الجنوبي لكنيسة مار جريس للروم الكاثوليك في جديدة عرطوز.
مي عثمان