ريف حمص-سانا
تطل كنيسة السيدة الشامخة منذ مئات السنين على سفح هضبة في قرية عناز في وادي النضارى على ثلاث قرى وهي عش الشوحة والتلة وعناز فتزرع في نفوس المارين بها وزائريها نفحات القداسة والتفاؤل وشعاع الأمل الذي لطالما اتكلوا عليه طوال سنوات الأزمة فرفعوا قلوبهم متضرعين إلى السيدة مريم العذراء لتعيد السلام والأمان إلى قرى الوادي وكل أرجاء سورية .
وحول تاريخ الكنيسة القديمة يقول الأب نكتاريوس قبة كاهن كنيسة رقاد السيدة العذراء لنشرة سياحة ومجتمع إن المخطوطات والوثائق القديمة الموجودة ضمن الكنيسة الآثرية والتي تعود للعام 1850 م تشير إلى أنها تعود إلى القرن السابع الميلادي إلا أن الروايات لا تزال متضاربة حول التاريخ المؤكد لبناء الكنيسة حيث تشير بعضها إلى أنها تعود إلى العام 1700 م أما البعض الآخر فيرجعها إلى العام 1904م متكلين في ذلك على نحت محفور في الأيقونسطاس الموجود ضمن الكنيسة الآثرية.
ويتابع الأب قبة أن الكنيسة المبنية بحجارة بازلتية طبيعية يشابه نمطها بيوت القرية القديمة كانت تحتوي على شعرية قديمة أبيات من الشعر مكتوبة على الخشب القطران لكنها فقدت فيما بعد بسبب تتالي الحروب في الماضي.
ويوضح الأب قبة أن للكنيسة قيمة أثرية يدل عليها القبو الآثري المتواجد بقربها والطاحونة القديمة التي تقع مقابل الكنيسة مباشرة والتي لا تزال على حالها بحجارتها البازلتية التي تعانق العشب الأخضر الذي عربش على معالمها فاختلط اللونان الِأخضر والأسود وأضفوا روعة أخرى على المكان .
والداخل إلى الكنيسة الأثرية الكائنة في الطابق الأرضي عليه أولا أن يخفض رأسه من الباب الحجري القديم ومن ثم يدخل حيث تدهشه الإيقونات الآثرية التي تزين الجدران والتي لا تزال تحافظ على ألوانها الطبيعية على الرغم من أنها تعود إلى أكثر من مئة عام .
كما يوجد على الجدران زخارف بارزة إضافة إلى الأيقونسطاس الأثري المصنوع من خشب القطران المحفوروالمفرغ والذي يحتوي على رسومات وزخارف إضافة إلى جرن المعمودية الحجري وهذا المشهد الذي يعيد الزائر إلى مئات السنين يتمثل وسط توهج الشموع التي تبقى مضاءة على نية السلام وخاصة في عيد الكنيسة الذي يصادف في الرابع عشر من شهر آب في كل عام .
ويضيف الأب قبة أنه تم تجديد الكنيسة القديمة في عام 2002 وإزالة الكلس عن جدرانها لإظهار الحجر القديم مع المحافظة على شكلها القديم والمذبح الحجري.
ويتابع الأب قبة إنه تم في عام 1920 بناء كنيسة حديثة وواسعة فوق الكنيسة الآثرية التي تعتبر صغيرة الحجم وغير قادرة على استيعاب العدد الكبير للمصلين بفن معماري يتجانس مع الكنيسة القديمة تحمل اسم كنيسة القديس نكتاريوس العجائبي وهي الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحمل هذا الاسم.
ويشير الأب قبة إلى أن الكنيسة نالت صفة العجائبية بسبب حدوث الكثير من العجائب والأحداث الموثقة على مرآى الناس أثناء صلاتهم في الكنيسة لذلك فإن الناس يقصدونها من أماكن بعيدة من سورية وخارجها.
مي عثمان