دمشق-سانا
شهدت الحركة التشكيلية السورية تطوراً لافتاً من ناحية الإنتاج والعرض خلال أشهر عام 2018 في أغلب المحافظات فلم يكد ينتهي معرض حتى يفتتح آخر ما حقق وجوداً دائماً للفن التشكيلي على خارطة الفعاليات والنشاطات الثقافية الرسمية والخاصة.
ولعل أهم ما شهده هذا العام بما يخص الفن التشكيلي هو احتفالية أيام الفن التشكيلي السوري التي أطلقتها مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة في الشهر الأخير من العام وضمت فعاليات متنوعة منها حفل الافتتاح الذي كرم خلاله ستة فنانين تشكيليين لهم تجاربهم الفنية المهمة هم نشأت الزعبي وإحسان عنتابي والراحلان نزار علوش ونذير اسماعيل وعبد العزيز علون ووحيد مغاربة الذي رحل بعد أيام من تكريمه.
وجاءت الاحتفالية غنية بالفعاليات والمعارض في صالات العرض الرسمية والخاصة منها معرض الخريف السنوي الذي جاء غنياً بالمشاركات من مختلف الأجيال والتجارب الفنية بمشاركة 175 فناناً وفنانة في زيادة لافتة عن دورات الأعوام السابقة مع عودة بعض الأسماء المميزة للمشاركة بعد انقطاع إلى جانب إقامة ندوات حول الفن التشكيلي السوري حيث من المخطط أن تكون هذه الاحتفالية كل عامين بالتناوب مع ملتقى تشكيلي عالمي سيتم إطلاقه العام القادم.
الصالات الخاصة شهدت بدورها نشاطاً ملحوظاً في إقامة المعارض الفردية والجماعية والملتقيات الفنية إلى جانب عودة عدد منها للعمل والمساهمة في الحراك الفني النوعي مثل صالات فاتح المدرس وعشتار وقزح ومشوار.
أما الملتقيات الفنية الكبيرة فلم تغب عن خارطة الفن التشكيلي السوري هذا العام وفي عدة محافظات والتي جاءت بالتعاون بين مديرية الفنون وعدة جهات رسمية وخاصة مثل ملتقى التصوير الزيتي السادس في قلعة دمشق والأول في حمص والتاسع في السويداء وملتقى أوغاريت الأول للفنانات التشكيليات في قلعة دمشق إلى جانب دور اتحاد التشكيليين في إقامة وتنظيم مثل هذه الملتقيات كملتقى أوغارو الرابع للنحت على الرمل بالتعاون مع محافظة اللاذقية وجمعية إنماء السياحة في سورية وملتقى النحت على الحجر والخشب في مدينة جرمانا واستضافة معرض للفن الإيراني المعاصر.
كما ترسخ وجود عدة معارض جماعية في المراكز الثقافية كنوع من التجمع الفني لعدد من الفنانين بهدف تكريم عدد من الفنانين التشكيليين كمعرضي تكريم التشكيلي الراحل علي الحمصي والدكتور عبد المنان شما ومعرضي تحية لنذير نبعة وناجي العبيد ومعرض جبران الذي عرض في كل من دمشق وطرطوس وغيرها من الفعاليات وبعضها جاء بمبادرات من الفنانين أنفسهم.
وتوسعت ظاهرة المعارض الاستعادية التي تقوم بإعادة عرض مقتنيات لفنان أو مجموعة فنانين أو لأعمال تنتمي لذات التقنية أو المدرسية فرأينا معارض استعادية لفؤاد أبو ترابة ومنذر كم نقش وثالث جماعي لـ 46 فنانة تشكيلية سورية ورابع لـ 29 فناناً وفنانة في فن الغرافيك.
المراكز الفنية التدريبية التابعة لوزارتي الثقافة أو التربية والخاصة إلى جانب كليات الفنون الجميلة كان لها دور في إغناء الحراك التشكيلي من خلال معارض طلابها الجماعية التي عكست حالة الشغف الفني لدى الشباب وحبهم للفنون وكشفت عن طاقات إبداعية فتية تبشر بجيل فني واعد سيعمل على تطوير الفن التشكيلي السوري والارتقاء به رغم كل الصعوبات التي تواجهه وأهمها التسويق للأعمال الفنية.
محمد سمير طحان
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب:
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم 0940777186 بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: