دم العرب مسؤولية بعض مثقفينا- الوطن العمانية

ثمة من لم يصدق بعد أننا أمام مقلب له كود سري معلن اسمه «الربيع العربي» .. فما الذي يفعله ما سمي «بفيلسوف» هذا «الربيع» برنارد هنري ليفي في تونس .. هل جاء كعادته ليستوضح أم ليمارس تآمره على بلد الياسمين. وهو ايضا من سمم اجواء ليبيا، بعث فيها رائحة عفنه الفكري ومصالح اسرائيل التي يحملها أينما يذهب .. ولعب الدور ذاته في سوريا محتضنا بعض اصدقائه من «قيادات المعارضة» وخصوصا برهان غليون.

ليفي وجه من وجوه شر كثيرة مماثلة بعضها عربي وبعضها اجنبي، ساهمت وراء الكواليس بأدوار تآمرية شتى. من المؤسف ان يتمكن منا شخص مثله، لكنه قبلا ثمة من فتح له الطريق وقدم له بلدا هدية على طبق .. اولئك العرب الذين نالوا اوامر ليفي يجلسون اليوم على مقاعد المتفرجين وهم يرون ما فعلته ايديهم ببلد كان اسمه ليبيا لا نعرف اليوم ما إذا ظل له اسم مع ان شكله كاملا قد انهار وتمت تصفيته وباح بالسر تماما، فعاد الكثير من اهله يترحمون على ايام القذافي وعلى تاريخ حكمه، وبعضهم قال لي ان الايام السود في تاريخ القذافي هي انصع بياضا من اي يوم من ايام ليبيا ما بعده.

من المؤسف ان اقول انني خبرت العديد من السياسيين العرب وبعض المثقفين، فوجدت حالة سهولة فكرية عند البعض الذي يميل مع الحالة كيفما تميل. فمثلا ماذا فعل عزمي بشارة الذي قيل ان ثمن قميصه يتجاوز الثلاثة آلاف دولار، وقد صار له مكاتب منها دراسات وابحاث ومنها ما يطبع صحفا، على ماذا كوفئ هذا الرجل الذي قيل انه خرج من الأرض المحتلة الفلسطينية صفر اليدين، فإذا به أغنى مثقف عربي، ولعل محمد حسنين هيكل يندم على فتح الطريق له في سوريا تحديدا مع الرئيس الراحل حافظ الأسد، مثلما ندم على تعريف عبد الناصر بياسر عرفات بدل ان يكون جورج حبش.

لعلنا نشكر الأحداث على كشف المستور وعلى توضيح ما كان مخفيا، فهنري ليفي الذي نصبوه ونصب نفسه وصيا على الأحداث الجسيمة التي عصفت بمنطقتنا العربية والتي اهلكتنا وما زالت، واكاد افكر بأن ما تم من انجازات ارهابية تحمل اسماء تنظيمات هي ابناء خلص له، لم يترجل بعد ولن، طالما ان له اتباعا يتحركون هنا وهناك، ينالون رضاه وبركاته، ويقدمون له الأفكار الملائمة ليقدم لهم بالمقابل النصح والمشورة.

كثيرة هي الأسماء التي فجعتنا والتي كشفتها جولات ارهابية كانوا وراءها، غذوها بأفكارهم، صبوا زيتهم فوق نارها، والا اغالي القول انهم احرقوا بلادا مثل ليبيا وكادوا يفعلونها بمصر وما زالوا يحاولون في سوريا.

لولا صمود سوريا الذي قلب المعادلات كلها وغير تواريخ الأشياء لما بقي وجه عربي نضر له قامة مرفوعة بما ينجزه جيشها العربي وصوت عال يزأر في كل مكان وتمسك بقوميته العربية التي ما زالت سوريا حصنها الحصين وستظل على ما هي عليه.

لم تحترق الأمة بمثل نار الأفكار التي رعاها امثال هؤلاء، اخترعوا لنارهم اسم الربيع وسقوه بما يلزم من عصارة تآمرهم، فكانت تلك هي النتائج التي نحصدها اليوم.

بقلم: زهير ماجد