ريف دمشق-سانا
بأجواء من الهدوء والطمأنينة تشبه حال المدينة الراهن بعد خلاصها من الإرهاب سارت العملية الامتحانية في مدارس مدينة دوما متجاوزة بعض النواقص التي فرضتها الظروف لتكون رغبة أبناء المدينة الكبيرة بالعودة إلى مقاعد الدراسة اقوى في تجاوز الصعوبات والإيمان بالعلم سبيل للخلاص.
سانا زارت يوم أمس عددا من مدارس المدينة التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة دمشق ويتبع لها الكثير من المناطق إداريا ورصدت آراء الطلاب والمعلمين في اليوم الأخير من امتحانات الفصل الأول بعد التحرير من الإرهاب وواقع الامتحانات والصعوبات التي يعانون منها.
عدد من الطلاب ومن مراحل دراسية مختلفة أكدوا أن أسئلة الامتحان بمجملها كانت سهلة وواضحة بالنسبة لما حصلوه خلال الفصل الدراسي ولا سيما أن امتحان السبر الذي أجري لأول مرة هذا العام ساهم في تركيز المعلومات بأذهانهم حيث أشارت الطالبة راما داوود برخش العائدة مؤخراً للسكن في مدينتها إلى أن وضع التدريس داخل المدينة لا يختلف كثيرا عن خارجها رغم بعض الصعوبات المتعلقة بتجهيز البناء المدرسي وحاجته لإصلاح أكثر.
وفي الوقت الذي تشير فيه مديرة ثانوية دوما للبنات فوزية الحنفي وعدد من المعلمات إلى الصعوبة التي واجهها طلاب الصف الثاني الثانوي في مادة الفيزياء كون الأسئلة كانت موحدة من قبل الوزارة وطلاب مدارس دوما لم يحصلوا جميع الدروس نتيجة ضيق الوقت وتأخر وصول الكادر التدريسي لجميع المواد بالتالي وجد الطلاب صعوبة في الإجابة عن عدد من الأسئلة ومع ذلك توضح الحنفي أن بقية المواد كانت سهلة ومناسبة لجميع المستويات.
وقامت ورشات الإصلاح بترميم 7 شعب في ثانوية دوما للبنات في كل منها 40 طالبة لكن المدرسة بحاجة لترميم 7 شعب أخرى لتخفيف الضغط وتلافي الأخطار التي قد تنجم عن تهالك أجزاء من البناء.
بدورها مديرة مدرسة حسن البصري حلقة ثانية بنات ملك شيخ القصير أشارت إلى أن العملية الامتحانية سارت بشكل جيد دون أي شكاوي والأسئلة الموحدة وصلت إلى المدارس بالوقت المحدد عن طريق مندوب المجمع التعليمي مبينة أنه توجد في المدرسة شعبتان لمنهاج الفئة ب لهما منهاج خاص وكتب خاصة لكن بسبب التراكمات السابقة يحتاج الطلاب لدورات مكثفة لمواكبة أقرانهم.
وتضم المدرسة 500 طالبة حيث تم تأهيل 12 شعبة تستوعب 40 إلى 45 طالبة في كل شعبة والمدرسة بحاجة لاستكمال ترميم الشعب الصفية الأخرى وتصليح الأبواب والنوافذ والأثاث التعليمي وإيجاد باحة للتنفس فيها لأنها ممتلئة بالأنقاض بالإضافة إلى حاجتها لكادر إداري وفق القائمين على المدرسة.
المشرف التربوي في دوما إبراهيم الشواك أوضح أن عدد الطلاب في منطقة دوما يصل إلى 45 ألف طالب منهم 25 ألف طالب في مدينة دوما والباقي في المناطق المحيطة التابعة إداريا لها مشيرا إلى أنه تم تجهيز القاعات المدرسية وتوجيه مديري المدارس لإعداد نماذج للأسئلة الامتحانية بحيث تكون شاملة وتراعي كل المستويات وتفقد كادر المجمع المراكز الامتحانية وتأكد من جاهزيتها واستعداداتها قبل البدء بالعملية الامتحانية النصفية وبعد البدء فيها تم التأكد من توزيع المادة الموحدة واستقرار العملية الامتحانية خلال أيام الامتحان.
وبالنسبة لوضع الكادر التعليمي المتوافر أشار الشواك إلى أنه تم منذ بداية العام الدراسي تامين معلمين من ذوي الشهادات من أبناء المدينة لتكليفهم بالتدريس وإن كانوا من خارج الملاك موضحاً سابقا كان هناك معلمون أصلاء لكن اليوم قل عددهم كثيرا وبالتالي تم الاعتماد على أبناء المدينة المتعلمين.
ومن المشاهد اللافتة بين مدارس المدينة وجود شاحنة كبيرة تحمل مجموعة من المقاعد الدراسية المتهالكة لنقلها إلى المدرسة الصناعية المهنية في القطيفة لإعادة إصلاحها والاستفادة منها وخلال لقاء المشرفة على نقل هذا الأثاث أوضحت مديرة مدرسة عبد الحكيم القصير نهى النجار أن فريقاً تطوعيا من الشباب السوري المؤمن بأهمية العلم وأنه سلاحهم لمواجهة الجهل والفكر المتطرف قاموا بمساعدتها في نقل هياكل المقاعد إلى ثانوية القطيفة حيث قاموا بسحب وتجميع 2000 مقعد لنقلها.
عمر العبد المدير المساعد في الفريق التطوعي أشار إلى أن عدد أعضاء الفريق أكثر من 76 شابا أغلبهم من طلاب المدارس يعملون على سحب الأثاث المهترىء لإعادة إصلاحه من جديد والاستفادة منه.
الطالب معاذ متطوع أعرب عن سعادته بالمساهمة في هذا العمل وأنه ورفاقه يقومون بعد الانتهاء من دراستهم بمساعدة معلميهم في نقل الأثاث المتهالك لإصلاحه.
يشار إلى أن دوما التي تعد قلب الغوطة الشرقية يمتد محيطها على مساحة كبيرة من حرستا غربا إلى الضمير شرقا ومن حفير التحتا شمالا إلى بيتنايم جنوبا.
سكينة محمد